في الوقت الذي كان من المتوقع أن تشهد بلدة المنصورة، في البقاع الغربي، حدثاً مهماً على الصعيدين الإقتصادي والسياحي، يتمثل بافتتاح مجمع الـ"Pera camp" الاسبوع المقبل، إستفاقت البلدة على خبر دخول مجموعة من المسلحين إلى المشروع وإحراقه، بعد الإعتداء على العمال المتواجدين في داخله للتأمين والحماية وإستكمال التحضيرات لإفتتاحه أمام الزوار.
في هذا السياق، يبدي رئيس البلدية إبراهيم بدران، في حديث لـ"النشرة"، أسفه لما حصل، ويعتبر أنه إعتداء على البلدة هدفها ضرب واحد من أهم المشاريع فيها، ويضيف: "كان من المفترض أن يعيد المنصورة إلى الخارطة السياحية اللبنانية".
وفي حين يؤكد أن المعطيات الأمنية أصبحت مع الأجهزة التي حضرت إلى المكان، يتحدث بدران عن سطو مسلّح منظّم، حيث فاق عدد المهاجمين العشرين شخصاً، ويشكر الله لعدم وقوع أي ضحية من العمال المتواجدين في المشروع.
بدوره، يشدد صاحب الـ"Pera camp" رشيد بيضون، عبر "النشرة"، على وجود عمل أمني منظم وراء الجريمة، وينفي تبلغه بأي إعتراض من قبل أي جهة على القيام بالمشروع في المنصورة، في الوقت الذي ظهرت فيه تلميحات إلى قيام مجموعة متطرفة بالجريمة بسبب وجود مشروبات روحية في المكان.
بالنسبة إلى بيضون هناك من يريد أن يضع القضيّة في هذا السياق، لكن هو لديه إتهامات أخرى، مصدرها قيام جهاز أمني بإزالة كاميرات مراقبة من مزرعة تقع على المقربة من مشروعه قبل ساعات، ويكشف أنه عند الإستفسار عن الأمر تبلغ صاحب المزرعة بأن ما حصل تم عن طريق الخطأ، ويضيف: "سنتابع الموضوع مع المعنيين لمعرفة حقيقة ما جرى خصوصاً أن الخسائر كبيرة جداً بعد أن تم إحراق أغلب الموجودات"، ويتابع: "من يقف خلف الجريمة يعلم تماماً بغيابي عن المكان، وهذا يؤكد بأنه تمّ عن سابق إصرار وتصميم بعد مراقبتي".
ويعلن بيضون أنه بصدد رفع دعوى قضائية أمام القضاء العسكري بحق الشخص المتهم من قبله، ويلفت إلى حصول حادثة معه قبل ذلك في بلدة غزّة البقاعية حيث حصل إعتداء على محل يملكه، ويسأل: "هل ممنوع على اللبناني إذا لم يكن لديه أي ميل سياسي من القيام بأي مشروع إقتصادي؟"
وبعد الخسائر التي تكبّدها قبل أيام من إفتتاح الـ"Pera camp" أمام زواره، يشير بيضون إلى أنه ينتظر وصوله إلى المكان ليأخذ القرار المناسب، إلا أنه يؤكد الإصرار على المضي في المشروع الذي يعود بالفائدة إلى المنصورة أولاً.
من جانبه، يؤكد بدران أن ما حصل هو عمل أمني منظم قام به محترفون، ويشدد على أن البلدية لم تتبلغ بأي إعتراض من أي جهة رسمية على إقامة المشروع، بالرغم من وجود بعض من يتحدث عن إعتراض أفراد على وجود المشروبات الروحية، لكنه يوضح أن القرية منفتحة على الجميع وتضم جميع الأطياف، ومن لديه إعتراض يستطيع أن يعتمد الأساليب القانونية، ويجزم بأن عدد هؤلاء لا يؤخذ بعين الإعتبار.
وفي الوقت الذي يشير إلى أن ما حصل ليس مقبولاً بأي شكل من الأشكال، يرفض رئيس بلدية المنصورة التشكيك بأي جهاز أمني، ويعتبر أن ما حصل يدل على وجود جهة متطرفة من خارج البلدة، ويدعو إلى انتظار التحقيقات التي تقوم الأجهزة الأمنية.