أكد الأمين العام للجنة الحوار الإسلامي المسيحي في لبنان ​محمد السماك​ ان مرحلة ما بعد القمة الروحية الاسلامية الطارئة التي انعقدت في دار الفتوى يوم الثلاثاء الماضي، "ستشهد مناسبات دينية لتأكيد هذا اللقاء ولبناء جسور دائمة للتلاقي حتى تنسف مشاريع الفتنة التي تجري في مجتمعاتنا"، مشددا على ان "الاختلاف شرعي وضروري وسيبقى بين الناس حتى يوم القيامة، لكن التفرق شيء آخر وهو سوء توظيف الاختلاف".

وشدد في حديث صحفي، على "تحريم دم المسلم وماله وعرضه على المسلم كما ورد في الحديث النبوي، وهذا التحريم ينطبق من عرسال إلى النجف، ويصح من لاهور إلى ليبيا".

ورأى ان "مثل هذه القمة الروحية يحتاجها العالمان الإسلامي والعربي وليس لبنان فقط، فالقمة لم تتناول قضية سياسية محددة ولم تبحث مشكلة معينة في لبنان أو في أي دولة أخرى، بل تناولت القضايا المبدئية الفقهية والعقائدية في العلاقات ما بين المسلمين وغيرهم في المجتمع الواحد، ولم تدخل القمة في قضايا تشكل اهتماماً يومياً عند اللبنانيين، لكن توقفت أمام المسائل المبدئية الشرعية التي تحرّم قتال المسلم للمسلم والتي تعتبر الاعتراف بالدين الآخر وخاصة الدين المسيحي جزءاً من الإيمان، وتعتبر الاعتداء على أي مسيحي أو على معبد أو كنيسة مسيحية، بمثابة الاعتداء على الإسلام وعلى مساجد المسلمين، القمة بحثت ايضا في العلاقات الإسلامية الإسلامية وركزت على مبدأ اعلناه في البيان الختامي وهو أن الدين واحد وإن تعددت شرائعه، والإسلام واحد وإن تعددت مذاهبه، والدين ليس ما جاء في الإسلام وحده، الإيمان بالله الواحد موجود في كل الأديان، والإسلام ليس ما يقول به السنّة أو الشيعة أو الدروز أو العلويون، الإسلام يؤمن بالاختلاف ويحترمه ويؤمن بأن الله خلق الناس مختلفين، ووهبنا العقل، فالإمام علي بن أبي طالب كان يقول عبارة جميلة جداً "ربي من أعطيته العقل ماذا حرمته، ومن حرمته العقل ماذا أعطيته"، لأن العقل هو عطاء من الله، وهو في الحديث القدسي أهم ما خلق الله، ومن خلاله نفهم النصوص، فاحترام العقل هو احترام للاختلاف".