فسّرت مصادر مطلعة عبر "الاخبار" اختيار ​احمد العمري​ خلفاً لسالم الرافعي على رأس هيئة علماء المسلمين بتوجه لدى الدول والأطراف الراعية للهيئة، في قطر والسعودية وتركيا، للتصعيد في الفترة المقبلة. وهو قبيل الإعلان عن انتخابه، زار السعودية والتقى خلالها مشايخ ومسؤولين سياسيين. حينها، كان في الظاهر يتحرك بصفته قيادياً في الجماعة ورئيساً لاتحاد الجمعيات الإغاثية في لبنان. بذلك، مثلت الزيارة نموذجاً للتقارب السعودي مع الجماعة، بعدما كانت الأخيرة مشمولة بإدراج الإخوان المسلمين ضمن المنظمات الإرهابية.

هذا التقارب ترافق مع معلومات عن وصول حمولات سعودية إلى مرفأ بيروت باسم "الهيئة الإسلامية للرعاية" التابعة للجماعة، قيل إنها تضم مساعدات ومواد غذائية وألبسة للنازحين السوريين. ومن دون أن تخضع للتفتيش "نقلت إلى عرسال وجرودها"، فيما خصصت السعودية حصة واسعة لمؤسسات الجماعة ضمن برنامج المنح التعليمية للطلاب السوريين. ولتركيا حصة أيضاً. وفود من الجماعة تذهب اليها وتأتي منها. متتبعو صفحة الجماعة في صيدا والجنوب على الفايسبوك، كانوا يصلّون الأحد الماضي لفوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية. حتى إن الكلمة الختامية لمؤتمر الهيئة تأجل لليوم التالي "حتى تصدر نتائج الإنتخابات التي كان يؤمل منها فوز كاسح لأردوغان من أجل تضمين الكلمة إشارة لنظامه" بحسب المصادر.

أسباب عدة ترجح أن الجماعة حالياً تؤدي دوراً سعودياً في لبنان. بحسب المصادر، دُفع لها تحت الحساب دعم متنوع، كان الأوضح فيه، الفوز الذي حققته في انتخابات المجالس الشرعية والإدارية في دار الفتوى قبل شهر، متخطية حليفها تيار المستقبل الذي عادة ما استخدمها كأداة له عند الحاجة. تقول المصادر إن السعودية بحاجة للجماعة في مواجهة حزب الله. "تستطيع التأثير مذهبياً في الشارع السني أكثر من المستقبل الذي يتهمه الإسلاميون بأنه معتدل ويحاور القتلة وحلفاء النظام السوري، في مقابل ما يشاع عن فتور بين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وولي العهد محمد بن نايف".