لم تمض ايام معدودة على هجوم تنظيم "داعش" الارهابي على جرود رأس بعلبك، حتى فاجأ أمين عام حزب "القوات اللبنانية" فادي سعد، اللبنانيين حين طلب على الهواء مباشرة من مناصري "القوات" في تلك المنطقة "وقف التنسيق والتعامل مع حزب الله".
في بداية هذا العام، تعرضت المنطقة المذكورة لهجوم ارهابي كبير اسفر عن استشهاد 8 عناصر من الجيش اللبناني وجرح اكثر من عشرة جنود، ومنذ ايام استهدف الارهابيون جرودها مرة جديدة فتصدى لهم "حزب الله" واوقع في صفوفهم خسائر فادحة، وبالتالي فإن هذه المنطقة تشكل صيدًا ثمينا للارهابيين الساعين الى احتلالها نظرا لاهميتها الجغرافية، والتي شرحتها مصادر لـ"النشرة" في تقرير بعنوان: " هكذا يتحضر "حزب الله" لمعركة القاع المنتظرة". فكيف هي حال رأس بعلبك والقاع وسكانهما اليوم، وتحديدا المسيحيون منهم؟ وماذا يقولون عن موقف حزب "القوات" الاخير؟
"القوات" ترفض تهويل "حزب الله"
منذ بداية هذا العام، وردت بعض التقارير التي تشير الى تنسيق وتعاون بين عناصر "حزب الله" وعناصر "القوات اللبنانية" في القرى البقاعية، لحماية هذه القرى، ورغم تأكيد هذه التقارير من أكثر من مصدر الا ان مسؤول حزب "القوات" في منطقة القاع بشير مطر ينفي الامر جملة وتفصيلا. ويقول لـ"النشرة": "نحن كحزب قوات لبنانية لا ننسق مع حزب الله بل مع الجيش اللبناني حصرا".
ويضيف: "ان الهجوم الاخير الذي قيل انه وقع على جرود رأس بعلبك لم يكن داخل الاراضي اللبنانية بل في سوريا، لان اي هجوم للارهابيين على جرد رأس بعلبك او القاع لا بدّ وان يصطدم بالجيش اللبناني المتواجد في تلك المنطقة، وبالتالي لا يهولنّ احد علينا بأن "حزب الله" انقذ قرانا ومنع "داعش" من احتلالها"، مشيرا الى ان اهالي هذه المناطق متفقون ومستعدون للدفاع عنها متى احتاج الامر لتدخلهم"، مؤكدا ان الاهالي والجيش لن يسمحوا لأحد باحتلال اراضيهم.
الا ان لمختار رأس بعلبك سهيل نعوم رأياً أخر، فلولا "حزب الله" لكانت "داعش" اليوم قد وصلت لمشاريع القاع حسبما يرى. ويضيف في حديث لـ"النشرة": "من يريد ان نحترمه فليتفضل ويدافع عن قرانا واعراضنا، ومن ينظّر علينا من خلف الشاشات لا يمثلنا ولا يعبر عن مواقفنا"، سائلا من ينفي وجود تنسيق بين عناصر "القوات" في البقاع الشمالي و"حزب الله": "لماذا تشاركون بنوبات الحراسة المستمرة في جرودنا واطراف قرانا الى جانب عناصر السرايا اللبنانية وحزب الله وعناصر الاحزاب الاخرى المشاركة، في أكثر من ثلاث نقاط حراسة؟" ويقدم المختار نعوم "القواتي اكثر منهم كلهم" فرج منصور مثالا اذ انه "يرفض الاّ يشارك بالحراسة عندما تسنح له الفرصة بالتواجد في رأس بعلبك لان قريته قبل كل شيء وأهم بكثير من قرارات حزبية مشبوهة".
سنترك الحزبي على مفرق الضيعة.. ونحرس
"يترك مسيحيو رأس بعلبك والقاع "الحزبيين" على المفرق ويتوجهون للحراسة الى جانب حزب الله، ويسلحنا ويدعمنا بكل ما يلزم، بينما "المنظرّون" يجلسون في قصورهم". هكذا يصف المختار وضع المنطقة هناك، متوجها للجيش اللبناني وعناصر الحزب بالتحية الى كل ما يقومون به لأجل الدفاع عن الوجود في تلك الارض.
أما بالعودة لموضوع الحراسة الليلية التي يقوم بها شبان رأس بعلبك، فيطلب رفعت نصرالله وهو من الشبان الذين تطوعوا للمشاركة بحماية قريته وحراستها، ممن يستطيع ان يؤمن الحماية لرأس بعلبك ان يتفضل ويشارك بتأمينها: "اذا كان هؤلاء الذين يطلقون الخطابات ويدعون تمثيلنا يمونون على "داعش" فليقولوا لنا ذلك صراحة، اما اذا لم يكونوا كذلك فنحن ادرى بقرانا وبالتالي فإن كل كلامهم لا يعنينا من قريب أو من بعيد".
ويؤكد نصر الله اننا "كأهالي على تنسيق كامل مع كل من يحمي الوجود المسيحي في المنطقة سواء حزب الله او غيره، فنحن مصرّون على البقاء هنا".
عملاً بشعار "أهل مكّة أدرى بشعابها"، يقوم مسيحيو البقاع الشمالي بالتعاون مع مسلمي المنطقة بالدفاع عن اغلى ما يملكون، خلف الجيش اللبناني، فهم اصحاب الارض الذين قرروا منذ اشهر "صمّ الاذان" عن كل ما لا يصب بحماية ارضهم وعرضهم ووجودهم.