كشف كاهن رعيّة اللاتين في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، إبراهيم الشوملي، أن هناك راهبًا مسيحيًا فلسطينيًا آخر هو سمعان السروجي سيجري تطويبه وإعلان قداسته خلال الفترة المقبلة في الفاتيكان، على غرار الراهبتين الفلسطينيتين ماري ألفونسين غطاس من مؤسسة راهبات الوردية المقدسة، ومريم ليسوع المصلوب من مؤسسة دير الكرمل في بيت لحم.
وفي حديث خاص مع مراسل "النشرة" في فلسطين، محمد فروانة، قال الشوملي، "إنّ الراهب السروجي من الكنيسة اللاتينية في الناصرة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعمل في رهبنة "بيت الجمال" القريبة من يافا، ويجري في هذه الفترة مجمع دعاوى القدّيسين دراسة معمقة في ملفّه بحثًا عن فضائله وأعاجيبه لتطويبه رسمياً، على الرغم من أن هذا الأمر يحتاج إلى وقت ليس بقليل قد يمتدّ لسنوات طويلة".
وعبّر الشوملي عن فخر الفلسطينين بإعلان قداسة الراهبتين الشهر الماضي، "لأنهما من أرضنا وبلادنا المقدسة"، مشيراً إلى أنّ التقديس أكّد أننا شعب فلسطيني موجود على هذه الأرض ولديه كافة الامكانيات لانتاج قديسين على مذابح العالم.
مدير مدرسة الكلية الأهلية في رام الله الشوملي، جدّد القول "ان الشعب الفلسطيني ليس إرهابيًّا كما تسوّق له اسرائيل، ومسيرة الراهب السروجي، رسالة واضحة نوجهها للعالم بأننا شعب يصدر قديسين مباركين للعالم".
تجدر الاشارة الى أن سمعان السروجي ولد وترعرع في العاشر من أيار عام 1877 بمدينة الناصرة، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة من أبوين فاضلين: عازار طنوس سروجي (روم كاثوليك) ودلّة ابراهيم خولي (مارونية) التي تزوجت منه سنة 1856 بعد وفاة زوجته الأولى سعدى ام داود، وتقبل المعمودية والتثبيت على يد الخوري عون اغسطينوس.
ينتمي السروجي أساسًا إلى عائلة فرعون من حوران وإلى الفرزل في لبنان ووالدته من الناصرة، أما تسمية عائلته فارتبطت من جذر حرفة صناعة سرج الخيل المتوارثة عن أجداده.
دخل سمعان في الحادية عشر من عمره دار الأب أنطون بلوني في بيت جمال بفضل عمّته ملكة سروجي في 25 آب 1892، ووكل إليه الرؤساء وظائف خاصة، منها تلاوة الصلوات والقراءة الروحية ومراقبة رفاقه الصغار، وبعد فترة من الزمن انتقل إلى دار الأيتام في بيت لحم، وتوفي في 27 تشرين الثاني 1943.