تكثفت الضغوط الدبلوماسية لإنقاذ جنيف حول اليمن من فشلٍ بدا في اليومين الأولين أنه حتميّ. وأفادت معلومات لـ"الأخبار" في هذا السياق، بأن الولايات المتحدة الاميركية أبلغت، عبر سفيرها في صنعاء ماثيو تولر، وفد الرياض برئاسة وزير الخارجية اليمني بالوكالة رياض ياسين، ضرورة إنجاح جنيف والموافقة على الهدنة، وهو الأمر الذي أدى بياسين إلى إعلانه تأجيل المؤتمر الصحافي الذي كان سيعلن فيه انسحاب وفد الرياض من المؤتمر.
وذكرت ان الضغوط التي مارسها سفراء روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا وضعت نهاية لسيناريو وفد الرياض المتمثل في نية تحميل مسؤولية الفشل إلى "أنصار الله" وحلفائهم، بحجة رفضهم صيغة الاكتفاء بـ7 أشخاص لتمثيل الوفد في المفاوضات. الدول الاربع المذكورة مارست أيضاً عبر سفرائها ضغوطاً على السعودية للقبول بالهدنة، حتى ولو كانت غير مشروطة، الأمر الذي خفف عبئاً كبيراً عن عاتق ولد الشيخ الذي يتعرض لضغوط سعودية كثيفة. السفراء خاطبوا ياسين بالحرف: "لا انسحاب من جنيف، ولا بدّ من هدنة". على الأثر، توجه السفير التركي إلى الفندق الذي يقيم فيه وفد صنعاء، حيث طرح موضوع "الهدنة التي ستفضي إلى حلٍّ شامل"، مقترحاً عدداً من النقاط من ضمنها "أن يعلن الوفد انسحاباً ولو شكلياً من عدن لتمرير الهدنة"، ما رفضه الوفد جملةً وتفصيلاً، قبل أن يعدّوه عرقلةً مقصودة من السفير التركي للمسار المفضي إلى الهدنة.
وتُعدّ "أنصار الله" مقترحاً لهدنة تكون مدتها 40 يوماً، يجري خلالها بحث حلول شاملة سياسية وعسكرية وأمنية. ممثل الحركة في الوفد، مهدي المشاط، أكد أن هذا المقترح يقي الهدنة من أن تكون مجالاً لإعادة تموضع "القاعدة" وميليشيات أخرى، قائلاً إن القوى السياسية وافقت عليه، فيما "تفهمه" ولد الشيخ.
وفي وقتٍ حاول فيه وفد الرياض إعاقة أي تقدم، فإن ما حدث مساء الأربعاء يعدّ اختراقاً في الأزمة وتقدماً مبدئياً يفترض أن يتواصل بحسب ممثل "أنصار الله"، حمزة الحوثي، الذي أكد لـ"الأخبار" أن المشاورات أحرزت تقدماً.