اعتبر مفتي عكار ​الشيخ زيد زكريا​، في بيان، تعليقا على "مقاطع الفيديو التي انتشرت عن تعذيب عناصر لمحتجزين ومعتقلين وأخرى، أن صدور هذا من مجرم ومن سفاح يعيش على الدماء وعلى تعذيب الآخرين متجردا من كل القيم والأخلاق والإنسانية غير مستغرب، لكن الذي يستغرب هو ردة الفعل الباهتة من الدولة الفتية، فبعيدا من المطالبة بالتثبت من صحة المقاطع، وهل هي في رومية أم لا وهل العناصر من الدولة أم لا؟ ألا يحق لنا أن نتساءل أليس هؤلاء المعذبون أناسا وبشرا؟ أليسوا مواطنين لبنانيين يتم الاعتداء عليهم ومن واجب الدولة والأجهزة الأمنية والقضائية أن تحمي المستضعف من الجلاد؟ ألا يستحق هذا المعذب الدفاع عنه لإنقاذه من براثن جلاديه مهما كانت طائفته أو مذهبه؟"

وسأل: "هل المطلوب أن ينفجر الشارع ويتحرك الناس لرؤية مشاهد أقربائهم وهم يعذبون حتى ندرك خطورة الأمر؟ ألا تستحي هذه الدولة التي تتغنى بالحرية والديموقراطية من تقارير الأمم المتحدة التي انتقدت لبنان بما يخص حقوق الإنسان؟ إن الذي يقدر على محاسبة سائق سيارة إذا خالف وحامل بندقية صيد، وباني بيته بدون ترخيص، لهو قادر على كشف هؤلاء المجرمين وسوقهم إلى العدالة".

وأكد أنه "ليس مقبولا أبدا التعاطي مع هذا الملف وكأنه ملف عادي، بل يجب أن تستنفر الأجهزة الأمنية والقضائية والمنظمات الحقوقية كلها لكشف هذه الفضيحة. نناشد كل إنسان في هذا البلد وكل مسؤول القيام بواجبه الإنساني قبل الوظيفي فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ونناشد المنظمات الحقوقية والمدنية أن يبادروا لرفع ملف بذلك إلى الجهات الحقوقية والقضائية الدولية فلعلها تصنع ما يعجز عنه المسؤولون هنا".