توجه رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين في بيان إلى الموحدين "الدروز" في جبل العرب وكلّ سوريا، وقال "ها أنتم اليوم تواجهون التحدّي الصعب والواقع المعقَّد، وتتأكّدون يوماً بعد يوم أنه لن يُجديَ نفعاً الدفاع عن نظامٍ بات عاجزاً عن حماية نفسه، رغم استمراره في استعمال عصى التسلّط والقمع والقتل، بعد أن فشل في استيعاب ثورة الشعب وإيجاد الحلول السلمية وإعطاء الحقوق".
اضاف "ها أنتم اليوم، بصدق وطنيتكم وثبات مواقفكم، تكتشفون وترَون كيف أن النظام لا همّ له إلا حماية رأسه، فيترككم تواجهون المصير في أكثر من مكان، في الجبل وفي الإقليم، وها هي أصواتُكم الهادرة تنطلق بزخمٍ وقوة، وتتعاظم النخواتُ المعروفية هنا وهناك، وأنتم أدرى بأنّه لا يفيدكم سوى الاعتماد على النفس، والوقوف صفّاً واحداً متراصّاً لإفشال المخططات والسياسات الهادفة إلى تأجيج نار الفتنة مع جيرانكم ومواطنيكم السوريين، في درعا وحوران والقنيطرة وإدلب وغير مكان، أننا حريصون عليكم حرصنا على أنفسِنا، بلا منّةٍ ولا مزايدة، ونحن نشهد للنائب وليد جنبلاط وعيه المتميّز وسياسته الحكيمة منذ انطلاق الثورة، وسعيه لحمايتكم وتحصين وجودكم الوطني، من خلال إقامته أفضل العلاقات مع الدول المؤثِّرة، من تركيا إلى السعودية إلى الأردن والدول الكبرى، وتواصله المدروس مع المعارضة السورية، درءاً للخطر المحيق بكم، وما زيارته الأخيرة إلى عمّان ولقاؤه الملك الأردنيّ إلّا خطوةٌ أساسية في هذا السبيل، بعد حادثة قلب لوزة المستنكَرة، والتأكُّد من محاولات زجِّكم في صراعٍ لا نهاية له مع المعارضة ومع جيرانكم".
ولفت الى إنّ تاريخ العلاقة مع المملكة الأردنية الهاشمية قديمٌ ومتين، فهي تشكّل امتدادكم العربي والإسلامي الطبيعي، وشعبها الأصيل كان الحاضن لثوّاركم في الملمّات، وقد كان الأردن، وما زال، عمق الجبل الاستراتيجي، إليه التجأ سلطان باشا في محنته وثورته، ومنه جدّد عزمه على الانتصار وتحرير سوريا، وهو، كما السعودية والدول الصديقة، جديرٌ بحماية هذا الشريحة العربية الإسلامية المعروفية المشهود لها بدفاعها عن الثغور وحسن الجوار والاستبسال في طلب الحرية والاستقلال لأوطانها.
وتابع "أمّا سياسة إسرائيل فمشبوهة ومرفوضةٌ، ولستم بحاجةٍ إلى أيّ تدخُّلٍ من جانبها، يكفي أن تكفَّ أذاها وتدخّلَها واللعب على وتر التقسيم والتفتيت، وأنتم وحدكم جديرون بالدفاع عن أنفسكم، بثبات إيمانكم أولاً وبوحدة جبلكم ثانياً، وبوحدتكم الوطنية ومصالحتكم الدائمة مع أهلكم وجيرانكم أولاً وأخيراً. لقد آن الأوان لأن تقفوا وقفةً تاريخية من أجل مستقبلكم، وأن تلتحقوا بمسار الثورة الطبيعي، من منطلق وحدتكم الوطنية، فتساهموا في بناء مستقبل سوريا، وتكونوا أوفياء لتاريخكم،عارفين بحاضركم، صانعين لغدكم، وصناعة الغد لا يتقنها إلا الرجالُ الرجال أمثالكم، وقاكم الله وحيّاكم وثبّت إيمانكم ويقينكم".