نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن أستاذ العلوم السياسية في الإمارات عبد الخالق عبدالله تعليقه على الوثائق المسربة للدبلوماسية السعودية، إن الوثائق تؤكد ممارسة السعودية لما أسماه "بدبلوماسية دفتر الشيكات". وأضاف موضحا أن هناك منافسة في الوقت الراهن على استخدام هذه السياسة بين الدول الغنية بمجلس التعاون مثل قطر والإمارات. واعتبر أن من بين مفاجآت الوثائق المسربة، كما قال، هو أن وزير الخارجية السعودي السابق، الأمير سعود الفيصل، كان يستأذن من الملك في أمور بسيطة؛ ما يعني أن "الملك هو الملك بغض النظر عن شخصية الأمير وهو الكل بالكلية".
وفي اثبات وجهت النظر هذه تقول "نيويورك تايمز" ان الوثائق المنسوبة للدبلوماسية السعودية، التي كشف عنها موقع "ويكيليكس"، يبدو أنها لا تحتوي على مفاجآت صادمة عن المملكة كالتنصت على الولايات المتحدة أو شحن أكياس من الأموال للمجموعات المسلحة، لكن هذه الوثائق، تحتوي على تفاصيل ومعلومات كافية لتسلط الضوء على خبايا دبلوماسية المملكة، ومن شأنها أن تحرج بعض المسؤولين السعوديين، وأولئك الذين يضغطون عليهم من أجل الحصول على مساعدات مالية. وأضافت الصحيفة أن تلك الوثائق المسربة تعطي الفضوليين لمحة عن التفاعلات المعقدة بين السعودية، التي ينظر إليها كثيرون باعتبارها العم الغني في الشرق الأوسط، وبين زبائنها من أفريقيا إلى أستراليا.
اضافت الصحيفة يتضح من خلال الكثير من تلك الوثائق جهود السعودية لمواجهة إيران منافسها الإقليمي وذلك عبر انفاق المال، حيث قامت بجهود لدعم السياسيين المعارضين لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، المقرب من إيران، وتؤكد اعطاء المملكة ألفي تأشيرة حج لـ"أياد علاوي"، المنافس الرئيسي للمالكي، حينئذ، وذلك لتوزيعها على من يراه مناسبا.
وبرقية أخرى متعلقة بطلب تقدم به إلى السعودية السياسي اللبناني المسيحي، سمير جعجع، للحصول على مساعدات من أجل حل مشاكل مالية داخل حزبه ومواجهة حزب الله. وتقترح إحدى البرقيات أن تضغط الحكومة السعودية على أحد الأقمار الاصطناعية العربية المزودة لخدمات البث التلفزيوني لحجب الخدمة عن محطة تلفزيون إيرانية.
وفي برقية أخرى، يقترح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أن يستخدم مزود الخدمة "وسائل تقنية للتقليل من قوة بث المحطة الإيرانية".