لفتت صحيفة "الوطن" السعودية الى انه "بعد أن استهدف الإرهاب مسجدين في السعودية بالمنطقة الشرقية قبل مدة، استهدف أمس مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر في الكويت مخلفا قتلى وجرحى، الأمر الذي يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في دول المنطقة لمنع حدوث أمور مماثلة في أي منها، فالإرهاب لم يعد يعرف بلدا أو مكانا، والغاية واضحة وهي إثارة الفتنة الطائفية بين الشعوب، والتغلغل من خلالها عبر زعزعة الاستقرار، وبالتالي محاولة السيطرة على بعض المواقع".
ورأت ان "أسباب تفاقم الخلل في المنطقة معروفة للجميع، ويأتي في مقدمتها عدم تعامل المجتمع الدولي بحزم مع الأزمات التي اندلعت، وأولها الأزمة السورية ومن بعدها العراقية واليمنية، ما سهل على التنظيمات المتطرفة مثل "داعش" وغيره البدء بإنشاء معاقل لها في مناطق الفوضى، ومن ثم العمل على الانتشار خارجها، كما سهل على أصحاب الطموحات التوسعية في إيران استغلال الجماعات الموالية لهم لنشر مزيد من الفوضى، وهذا الأمر أوجد بيئة مناسبة للتنظيمات الإرهابية لتكوين كيانات تستقطب إليها المتطرفين من مختلف جهات الأرض، أو توجههم في أماكنهم لنشر إرهابها حيثما يتاح ذلك".
واضافت:"فأن يهاجم صباح أمس شخص يحمل راية تنظيم داعش مصنعا للغاز قرب مدينة ليون في فرنسا ويخلف قتيلا وجرحى، فمعناه أن الإرهاب لم يعد محصورا في منطقة محددة، ليظهر خيار مواجهته أمام العالم بأسره كخيار وحيد لحماية البشر من شروره، وإذا كان المجتمع الدولي تقاعس في المراحل الأولى للأزمات فعليه ألا يتقاعس اليوم، وأن تكون الحلول واضحة تناقش الأمور بعمق وصدق ومن غير مجاملة لدولة ذات وزن لكونها تحمي نظاما تسبب في تشريد شعبه وخراب بلده وما حواليها، كالنظام السوري الذي هدد بحرق المنطقة ثم خطط لذلك وسهّل الطريق للتنظيمات الإرهابية لتعيث فسادا في أراضيه".
واعتبرت ان مواجهة تنظيمات مثل داعش تتطلب بالإضافة إلى طرده من المناطق التي يحتلها، تأمين حماية أهلها، فما فعله خلال اليومين الماضيين من معاودة الهجوم على عين العرب "كوباني" وقتل 146 شخصا، طبقا للأخبار الواردة من هناك، يؤكد أنه لا بد من اجتثاثه بصورة مطلقة، وهنا يجيء دور القوى النافذة في العالم للتعاون، فتصلح ما أفسدته بصمتها أو تراخيها في السنوات السابقة، وتبدأ العمل الجدي لتخليص العالم من آفة الإرهاب.