عندما قتل الإرهابي أسامه منصور في طرابلس في التاسع من نيسان الفائت، كان الهدف من المطاردة التي نفذها عناصر فرع المعلومات في محلة باب الرمل، توقيف الإرهابي خالد حبلص بعدما تمّ رصده في المنطقة داخل سيارة من نوع "كيا بيكانتو" يقودها امير الكردي. يومها جاء بيان قوى الأمن الداخلي واضحاً لناحية تأكيد صدفة قتل منصور، وذكر أن سيارة "أوبل" في داخلها شخصان توقفت حيث يتم توقيف حبلص، واقدم من كان جالساً بجانب السائق فيها على اطلاق النار في اتجاه عناصر الدورية، ما أدى الى اصابة عنصرين بجروح طفيفة، فرد عناصر الدورية بالمثل الأمر الذي أدى الى قتل من في داخلها وتوقيف حبلص ومن معه ليتبين فيما بعد ان القتيلين هما أسامة منصور واحمد الناظر.
وأذا كانت صدفة قتل منصور هي من بين الصدف الأمنية التي أعلن عنها نظراً الى ما تضمنته من صيد ثمين قتل وأوقف فيه مطلوبان قادا عمليات أمنية ضد الجيش اللبناني، فهذا لا يعني أبداً أن الأجهزة الأمنية تعلن وتكشف عن كل الصدف التي تحصل معها يومياً خلال عمليات الدهم والتوقيف.
وفي هذا السياق اليكم هذه الصدفة التي وقعت في منطقة المنية الشمالية خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية.
فبينما كانت قوة أمنية تلاحق متورطين في إشكال عائلي حصل بين شبان من عائلتي ملص ومطر، رصدت القوة المداهمة مجموعة من السوريين وهي تتسلل الى مبنى مجاور، أي في المحيط الجغرافي الذي تحصل فيه المداهمة، ولأن تسلل هذه المجموعة حصل بطريقة مشبوهة، قامت القوة المداهمة بتوقيف أفرادها، ليتبين فيما بعد خلال التحقيقات أنها تضم في صفوفها صيداً ثميناً. "ابو اسد الحمصي"، الذي تربطه علاقات قوية مع التنظيمات الإرهابية المنتشرة في جرود القلمون وعرسال، ناشط جداً على شبكات التواصل الإجتماعي، غير أنه يضع هذا النشاط في خانة "العمل الإعلامي الهادف لمساعدة النازحين السوريين في لبنان والتخفيف من معاناتهم".
وفيما لم تشأ المراجع الأمنيّة تأكيد الخبر أو نفيه، تفيد المعلومات أن تعليقات الحمصي عبر الفايسبوك وتغريداته عبر التويتر، تؤكد تواجده في منطقة القلمون في المرحلة التي كانت فيها الإشتباكات بين حزب الله وجبهة النصرة في أوجّها. في حين أن متابعة احدى الشبكات التكفيرية أكّدت تواجد الحمصي داخل بلدة عرسال خلال فترة الإشتباكات التي دارت بين المجموعات الإرهابية والجيش اللبناني، وما تلاها من مداهمات، متحدثة عن رصد نشاط إلكتروني لافت له من هناك في تلك المرحلة الدقيقة أمنياً. وبحسب المعلومات، فلدى الجيش اللبناني تغريدات ومقابلات وتسجيلات صوتية للحمصي رصدت بتواريخ متعددة ويتعرض فيها المذكور للجيش اللبناني وللمديرية العامة للامن العام.
إذاً قد تكون الإعتبارات الأمنية سبباً لعدم الإعلان الرسمي عن هذا التوقيف، لكن السامعين بإسم أبو اسد الحمصي، يؤكدون أنه أحد المسؤولين الإعلاميين الناشطين جداً داخل التنظيمات الإرهابية.