عانى أهالي منطقة جل الديب بقنايا المتنية كما معظم البلدات اللبنانية من إنقطاع متكرّر للمياه السنة الفائتة فلجأوا الى شراء المياه مرات ومرات، وكان هذا الأمر طبيعياً بالنسبة إليهم حينها لأن السنة الماضية حملت معها الجفاف والشحّ في موسم الشتاء. ولكن ما لم يتوقعوه هو أن تنقطع المياه عنهم أو يضطروا الى شرائها هذا العام، وفي وقت مبكر قبل بدايات الصيف، خصوصاً وأن فصل الشتاء كان غزيراً وكريما جدًا.
قطع المياه عن المنازل
ولا تكمن القصّة في هذه المنطقة بكمية المتساقطات خلال العام على ما يبدو. ففي مساء أحد الأيام مرّ مأمور التحقيق في بلدية جل الديب جوزيف عطية بالقرب من محطة ضخّ المياه حوالي الساعة التاسعة مساء، ليجد أن المياه تتدفق من الخزان الأساسي وتصل الى الأقنية ومقطوعة عن المنازل، ثم عاد وتفقد المحطة مرة أخرى بعد ساعتين من الزمن ليجد أنها لا تزال على الحال نفسه. وهنا يوضح عطية لـ"النشرة" أنه "رفض الدخول وحده للمحطة فعاد أدراجه وأحضر شرطة البلدية ليجد أن مياه الشرب مقطوعة عن المنازل في وقت كانت فيه المياه تتدفق بغزارة على الأقنية، فما كان منه والعناصر معه إلا أن حوّلوها على المنازل وأيقظوا الناطور وغادروا".
يشدد عطية على أنه "مرّ بجانب المحطة سابقاً مرّات عديدة ورأى المشهد نفسه الذي شاهده منذ ايام فقام بتصويره ورفع تقريراً بالحادثة الى رئيس البلدية والأخير تحرّك"، ويؤكد أن "قطع المياه عن المنازل وتحويله الى الأقنية يتكرّر وفي أغلب الأحيان عند منتصف الليل حتى لا يكتشف أحد ما يجري، فلماذا لا يتم إيجاد حلّ لهذه المسألة؟"
تقرير جديد
يؤكد رئيس البلدية أنه وضع على طاولته اليوم تقريرا آخر مختوما من شرطة البلدية يشير الى دخول العناصر الى محطة ضخّ المياه وإكتشافها محوّلة الى الأقنية. ويشير الى أنه "في المرّة السابقة استدعينا المعنيين عن الموضوع لإستيضاح ما حصل فجاءنا الرد بأن الناطور يسعى الى إفراغ الخزانات"، ويضيف: "لماذا يفعل ذلك إذا كانت المياه لا تصل الى المنازل 24 ساعة في اليوم؟"
وفي هذا المجال رفض المسؤول عن المحطة علي فرحات التحدث لكونه موظفاً ولا يسمح له بذلك، أما المهندس المسؤول عن المحطة عبدو عضيمي فنفى علمه بأي حادثة حصلت، مؤكدا في الوقت نفسه أن "برنامج ضخّ المياه في المحطة حديث ولا يمكن أن تذهب المياه هدراً فيه، لكنه عاد وطلب بعض الوقت للتحقيق في المسألة وكيفية معالجتها". أمام هذا الكلام عاد عطية وأكد أن "هذه الحادثة تتكرر وعدة مرات دخلنا المحطة ووجدنا المياه مقطوعة عن المنازل وتتدفق نحو الأقنية هدراً وهذه المسألة باتت تحتاج الى حل جذري وشامل".
هذا وكانت علمت "النشرة" أن "رئيس البلدية استدعى المسؤول عن المحطة علي فرحات لسؤاله عن الحادثة وسبب تكرارها فما كان من الأخير إلا أن وعد بحلّ المسألة خلال أيام".
إذاً هي ليست المرّة الأولى التي تجري فيها حادثة من هذا النوع في المنطقة، وهذه المسألة قد تكون تحدث في مناطق أخرى دون أن يكتشفها أحد، فيلجأ السكان الى شراء المياه ظناً منهم أنها غير متوفرة، وبالتالي فإن ما يجري في جل الديب يستدعي التحرك فورا للتحقيق فيه، قبل أن تصبح قضية المياه في تلك المنطقة شبيهة بقضية الكهرباء في زحلة، ودائما فإن المواطن اللبناني هو الضحية!