تألقت شوارع وأسواق مدينة طرابلس احتفاء بعيد الفطر السعيد للمرة الاولى منذ سنوات بعد أن نفضت عنها غبار المعارك وآثارها، ولبست المدينة حلة جديدة وسط انتشار كثيف لدوريات الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والاجهزة الامنية مما اضفى على اجواء العيد المزيد من الاطمئنان والامان في ظل التدابير الامنية التي تنفذ لتسهيل حركة المرور في الشوارع.
تحول ليل طرابلس الى نهار في ظل حركة ناشطة، وكأن عاصمة الشمال تعيش مهرجانات يومية في اسواقها التجارية التي ازدحمت بالمتسوقين ليس من الطرابلسيين وحسب بل وحتى من المناطق الشمالية التي تحيط بالمدينة مما يعني عودة الحياة الى طبيعتها وعودة طرابلس الى دورها الذي كانت تلعبه قبل جولات العنف التي شهدتها.
تزينت شوارع واسواق المدينة بزينة العيد، وعادت المحلات التجارية لتفتح ابوابها الى ما بعد منتصف الليل، والمتسوقون يتجولون في الشوارع، يتنقلون من محل الى آخر، حيث كانت لافتة التنزيلات التي رفعتها المحلات بمناسبة العيد وبلغت في بعضها الـ70 بالمئة تشجيعا منهم للزبائن، ولعل عيد الفطر هذا العام هو المحطة الاولى منذ سنوات التي اثبتت ان الامان عاد الى ربوع المنطقة التي انتفضت ونهضت تستأنف مسيرتها التجارية.
كذلك كان لافتا حسب مشاهدات "النشرة" التي جالت في شوارع المدينة، وجود اقبال كثيف من اهالي المنية والضنية وعكار الى اسواق طرابلس وشوارعها التي انتشرت على ارصفتها عربات الباعة المتجولين لبيع الكعك والعصائر وغزل البنات فيما المحلات التجارية تزدحم بالزبائن.
وفي نفس السياق وفي سبيل إضفاء بهجة العيد على المواطنين عموما والاطفال خصوصا، اطلقت بعض المحلات التجارية شبانا يرتدون اقنعة اشخاص كرتونية (السنفور والدبدوب وغيرهما) يرقصون في الشوارع التجارية لإعطاء مسحة من الفرح فيها، بالاضافة الى قيام قطار صُنع محليا بنقل الزبائن من مداخل المدينة الى شوارعها الداخلية بأسعار رمزية.
عدد من اصحاب المحلات التجارية أعربوا عبر "النشرة" عن ارتياحهم لهذه الحركة التجارية النشطة التي انتظروها طويلا، آملين ان تعوضهم خسائر السنوات التي مضت، موضحين أنّهم اتخذوا قرارا بالمساهمة في تنشيط الحركة التجارية بتخفيض الاسعار واعلان تنزيلات كي تكون سلع العيد في متناول الجميع، وتعبيرا منهم عن تضامن المجتمع الطرابلسي وتماسكه ودفعه نحو النهوض والعودة الى دوره الريادي على مستوى الشمال كله.
الحركة التجارية لم تقتصر على اسواق طرابلس التقليدية، بل شملت الاسواق والشوارع ومحلات بيع الالبسة والحلويات والهدايا كافة، وكأن طرابلس ارادت ان تطلق رسالة الى الجميع انها عادت الى اهلها الطرابلسيين، عاصمة للشمال تضج بالحيوية والنشاط وأن الحياة عادت الى شرايينها تتدفق حيوية وانتعاشا في حركتها الاقتصادية.