أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب ​نضال طعمة​، أن "الإتفاق الأميركي الإيراني، لن يقدم أو يؤخر شيئا في المعادلة اللبنانية"، معتبراً أنه "إذا كان البعض يجتهد ليصور نفسه المنتصر من خلال الاتفاق، والبعض الآخر يسوق ليظهر عدم خسارته من جراء إبرام الاتفاق، فإن الساحة اللبنانية لا تحتاج إلى اتفاق الغرباء، بقدر ما تحتاج إلى اتفاق أبنائها، كما أنها لا تتأثر بمكاسب هذا أو ذاك، لأن الكل لا ينظر إلى مصالحها قبل مصالحه، وهم يعتبرون البلد برمته، ورقة يقامرون بها هنا، ويراهنون عليها هناك".

ولفت إلى أن "المهارة الحقيقية تكمن في سعي أبناء لبنان إلى إعتاقه من ساحة المقامرات، وحمايته من الرهانات الضبابية، ولن يكون ذلك ممكنا دون اعتبار مصلحته فوق كل المصالح، وإجماع بنيه على أنه هو أولا".

وأوضح أنه "فيما تبحث الدول عن سبل استفادتها من هذا الاتفاق، نجد أنفسنا في لبنان في دوامة الانتظار، لماذا؟، لأننا بلد بلا شخصية، بلا قرار، ورؤية، وأفق، وكل ذلك لأن فريقا أراد لدولتنا أن تبقى بلا رأس، وعطل ويعطل عودة الدم إلى شرايين المؤسسات. ومكونات هذا الفريق مشتتة فيما بينها، هذا عينه على الكرسي، وذاك على الصراع خارج الحدود، وذلك يعتمد ضبابية الخطاب وكأنه ينتظر معجزة ليحفظ ماء وجهه، ولا يجتمع الكل إلا على ضرورة تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، وكأن الوضع الراهن يحتمل المزيد من المناورة".

ولفت إلى أنه "في ظل التعطيل المستمر، نرى التراجع في الحراك الاقتصادي، حيث يصمون آذانهم عن صرخات القوى الإقتصادية والمجتمع المدني. ونرى الإنفلات الأمني يعم المناطق، هذا يعربد ويقتل لخلاف على المرور، وتلك تصدم وتدوس أرواح الناس، وذاك يخطف، وذلك يستقوي على الناس بقوة السلاح، والمعطلون يتعامون عن كل شيء، ويريدون أن يقنعونا أن الدنيا بألف خير، وفوق كل ذلك يريدوننا أن نصدقهم حين أنهم يحبون لبنان، وبأنهم يعملون من أجل أهله، وهدفهم القضاء على الفساد".

وجدد طعمة الدعوة إلى "عدم الرهان على المعادلات الإقليمية، ففيها نحن مجرد سلعة"، لافتا إلى أن "قدرنا أن نعطي البلد حصانة بلقائنا، بوحدتنا، بلبننة استحقاقاتنا، وبالتخلي عن أي منطق يجعل فريقا يستقوي على الآخر، فلا أحد قادر على إلغاء الأخر في هذا البلد، فلنكف عن المكابرة، ولنتجاوب مع دعوات اللقاء قبل أن يفوت الأوان".