اعتبر وزير البيئة السابق ناظم الخوري أنّه من الصعب والظلم تحميل مسؤولية أزمة النفايات لجهة واحدة باعتبار أنّه موضوع تراكمي على مدى سنوات، لافتا الى أنّه كان على الدولة احترام التزاماتها والسعي لاجتراح الحلول قبل موعد اقفال مطمر الناعمة.
ورأى الخوري، في حديث لـ"النشرة"، أنّ أكثر من علامة استفهام تُطرح حاليًا حول موضوع المناقصات التي لم تشمل بيروت ومناطق أخرى، منبّهًا إلى أنّ "الملف لم يعد تقنيًا بحتا بل تحول سياسيًا، كما ان هناك ضغوطات تمارس على رئيس الحكومة تمام سلام من خلال هذه الأزمة وهو ما نعتبره مؤسفًا وغير مقبول، خاصة وأن الموضوع يطال حياة المواطنين، كأنّه لا تكفيهم أزمة المياه والكهرباء وأزماتهم الاقتصادية لتُضاف اليها أزمة النفايات".
سمّ قاتل يطال الجميع
وشدّد الخوري على أنّه "للبلديات واتحادات البلديات دور اساسي تلعبه في حل الأزمة الحالية باعتبار ان موضوع النفايات وكيفية جمعها ومعالجتها من صميم صلاحياتها، لكنّ المشكلة بعدم تأمين الوقت اللازم لها للتعامل مع هذا الملف كما الامكانيات المالية". وقال: "نحن في مرحلة انتقالية تستوجب تعاون كل المناطق لبضعة أشهر حتى اتمام عملية التلزيم ومباشرة الشركات عملها".
واشار الخوري الى أن "خطر النفايات وسمها القاتل يطال كل اللبنانيين دون استثناء"، مذكرا بأن "مكب صيدا والذي تحول الى اشبه بجبل قبل معالجته، كانت تداعياته تطال كلاً من تركيا وقبرص". وإذ شدّد على أنّ "معالجة الأزمة الحالية مسؤولية كل الوزراء دون استثناء ومن الخطأ رمي كل المسؤولية على وزير البيئة أو وزير الداخلية"، رأى أنّ "المطلوب اعلان وضع طارىء والانصراف لمعالجات سريعة".
للصبر حدود!
وتطرق الخوري للأزمة الحكومية، معتبرا ان "رئيس الحكومة تمام سلام تحمل ما لم يتحمله أيوب"، لافتا الى ان الفرقاء السياسيين لا يسهلون مهامه بل يعقدونها. وقال: "الكل أقر باعتدال وحكمة وصبر سلام لكن في النهاية للصبر حدود، خاصة وأننا نتعاطى اليوم مع ملف النفايات السياسية وهو ملف اصعب بكثير من ملف النفايات الصلبة".
وحذّر الخوري من أن استقالة الحكومة تؤدي لفراغ قاتل، باعتبار ان لا مؤسسة اليوم تملأ الفراغ الذي ستتركه في ظل توقف عمل مجلس النواب وشغور سدة رئاسة الجمهورية. ولفت إلى أنّ "حل كل الازمات يبدأ بانتخاب رئيس للبلاد، ولكن للأسف يبدو ان بعض اللبنانيين اعتادوا فراغ سدة الرئاسة ولم يعد هناك الا البطريرك يذكرنا باستمرار حالة الشغور على ما هي عليه".
وتساءل الخوري: "اصلا اذا قرر سلام الاستقالة، فلمن سيقدم استقالته ولا رئيس للبلاد؟"