لم تكد اللجنة الوزارية المكلفة إيجاد مَخرَجٍ لقضية معالجة النفايات الصلبة تعلن للبنانيين خبر الاتفاق على بدء ازالة النفايات المتراكمة لأيام على الطرقات، حتى ظنّ المواطنون أن الأزمة التي عانوا منها لوقتٍ من الزمن والروائح الكريهة التي اشتموها ستزول الى غير رجعة، ولكن نفايات بعض الأماكن في العاصمة سُحِبت الى أماكنَ سريّة حرصت الحكومة ومن معها من وزراء اللجنة أن تعلنها للملأ مخافة أن ينقلب الرأي العام اللبناني عليها فتُدفن حيّة، وها هي الأزمة مستمرة ربما إلى أجل غير محدّد...
وما فجّر الأزمة أكثر نشر حملة "طلعت ريحتكم" لخبر نقل النفايات من منطقة الأشرفية ورميها في مرآب قديم في سن الفيل، في مجرى نهر بيروت وفي مرآب قديم في فرن الشباك. وفي اتصال أجرته "النشرة" مع رئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة، أشار الى أن "النفايات التي رميت في مرآب الأوتوبيسات" الذي يتحدثون عنه هي نفايات الأشرفية والنائب نديم الجميل كان تحدث عن الموضوع"، ورمى الكرة باتّجاه بلدية بيروت لأن "هذا المرآب لا يقع ضمن النطاق البلدي لسن الفيل بل هو يتبع بلدية بيروت" حسب قول كحّالة، ومشدداً في نفس الوقت على أننا "أجرينا مسحاً لمجرى نهر بيروت ضمن نطاقنا البلدي وتأكدنا أن النفايات التي تحدثوا عنها لَم تُرْمَ هناك". هنا حاولت "النشرة" الاتصال بالنائب الجميل للاستفسار عن الموضوع لكنها لم تلق جواباً.
وبعد ذلك قمنا بجولة على تلك الأماكن ليتبيّن أن "مرآب الأوتوبيسات" يقع على الطريق العام الممتدّ من الأشرفية باتجاه "جسر الواطي" حيث تكدّست في تلك البقعة أكوام النفايات التي يستطيع المارة ومن في السيارات رؤيتها، وتنشّق روائحها البشعة والنتنة بحيث لن تسلم منطقة سن الفيل من تداعياتها.
أما حال مجرى نهر بيروت فليس أفضل، فبعد جولة لـ"النشرة" على طول النهر تبيّن أن النفايات والقاذورات رُميت عند نهاية مجرى النهر-الكرنتينا بالقرب من معمل الغاز.
وفي إنتظار أن تتبلور الصورة ويظهر الحل النهائي لمسألة النفايات، باتت الأمكنة القريبة من الطرقات ومجرى نهر بيروت مستوعباً لنفايات المناطق، ليبقى السؤال: هل ستتحرك بلدية بيروت لمعالجة هذه المسألة أم ستسكت عنها وتسمح بتكرارها؟! وإذا قرّر المعنيون الاستمرار برمي نفايات الأشرفية في "مرآب الأوتوبيسات" هل سيقبل سكّان سن الفيل استقبال نفايات المناطق الأخرى حتى ولو كانت الرقعة الجغرافية التي قيل عنها أنّها لا تتبع عقاريا بلدية سن الفيل؟!
تقرير باسكال أبو نادر
تصوير فوتوغرافي محمد سلمان (الألبوم الكامل هنا)
تصوير تلفزيوني علاء كنعان