أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية ان "مؤسسة العدسة التكنولوجية زو كونفي ولدت في قرية صغيرة وسط فلاحين في الصين وقد توفيت والدتها وهي في سن الخامسة فيما فقد والدها الحرفي معظم بصره وأصبعه في حادث".
وكانت السيدة زو تقضي وقتها في المنزل تساعد في تربية الحيوانات كمصدر للغذاء، وفي نفس الوقت تبدع في المدرسة. تقول معلمتها من المتوسطة: زو "من الكادحين الموهوبين" وعلى الرغم من كفاحها الدراسي تركت المدرسة في عمر 16 سنة, وسافرت لجنوب الصين لتعيش مع أحد أقاربها من أجل العثور على عمل وحياة أفضل.
حلمت زو بأن تصبح مصممة أزياء لكنها قبلت بوظيفة في مصنع لعدسات الساعات مقابل دولار واحد في اليوم وهنا تقول: "إن الظروف كانت صعبة". فاضطرت للعمل من 8 صباحا حتى 12 ليلا وأحيانا الى 2 صباحا مع مجموعة أخرى من الأشخاص دون راحة، وكل ما نفعله هو تلميع الزجاج.وبعد 3 اشهر قدمت استقالتها وكتبت فيها أسباب تركها للوظيفة شاكية من ساعات الملل التي تمر بها، فأعجب رئيس المصنع بأسلوبها، وطلب منها البقاء وأمر بترقيتها لأنهم على وشك تبني عمليات جديدة لأول مرة منذ 3 سنوات، وفي العام 1993 حينما بلغت الـ22 عاما قررت أن تبدأ مشروعها الخاص، مستغلة ادخارها 3 آلاف دولار فأقامت ورشة لعمل الشاشات مع أقارب لها ووعدت عملائها بعدسات أعلى جودة.
تعلمت زو عمليات الطباعة على الشاشة المعقدة والتقنيات الصعبة بنفسها وبتحسين المطبوعات على الزجاج المنحني بنفسها وكانت تقوم بكل شيء من تصاميم الشاشات الى اصلاح آلات المصانع في الشركة الجديدة، فتقول احدى أقاربها: كنا نطلق عليها اسما (بالصيني معناه) "الشخص الذي يجرؤ على فعل أي شيء".
وكانت الانطلاقة الحقيقة لزو في عام 2003، عندما تلقت مكالمة هاتفية من أحد المديرين التنفيذيين في شركة موتورولا، وسألها إذا كانت على استعداد لمساعدتهم على تطوير شاشات لهواتفهم الجديدة، وبعد فترة وجيزة، بدأت الطلبات تنهال عليها من الشركات المصنعة للهواتف النقالة مثل: إتش تي سي ونوكيا وسامسونج، وفي عام 2007، دخلت آبل في السوق من خلال آيفون، ولأن الشاشة الزجاجية تعمل باللمس كان شيئا جديدا على السوق فدفعت شركة السيدة زو الى مركز مهيمن في الصين.