أشار رئيس "حزب الشعوب الديمقراطي" في تركيا صلاح الدين دميرتاش إلى ان "الحرب الحالية أُعدَّ لها سلفاً وجرى ما يشبه "بروفا" لجرّ البلاد للاضطرابات قبل الانتخابات بغية التسبّب بخسارة "الشعوب الديمقراطي" جزءاً من حاضنته الشعبية"، لافتا إلى ان "سياسة الرئيس التركي رجب أردوغان على الضغط وترهيب الأكراد والمعارضة الديمقراطية منذ مدة طويلة. كان يحاول أن يقيّد حركة معارضيه، ومرّر قانون الطوارئ تحت اسم قانون الأمن الداخلي، لأنه كان يمتلك الأكثرية في البرلمان". وأضاف "في مرحلة الانتخابات تعرّض حزبنا لهجوم بالسلاح والقنابل. هم بذلك أرادوا أن يصنعوا جوّاً متوتراً، ليجرّوا الجميع نحو الاشتباكات. غايته كانت أن نخرج من ميدان السياسة عبر اللعبة الديموقراطية، وبهذا يضمن استمرار حكمه، ويفتح الباب أمام النظام الرئاسي ليقود البلد وحده، وحين لم يستطع تحقيق مراده في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، تعاون مع القوى التي تريد الحرب ضد القوى الديمقراطية والأكراد".
ولفت في حديث لـ"الأخبار" إلى انه "في هذه الفترة، ومن أجل الرأي العام الدولي، بدأوا الحرب الشكلية ضد داعش، ولكن هدفهم الأساسي هو الأكراد والقوى الديمقراطية الذين يرونهم أخطر من داعش. كتبوا ذلك في صحفهم. في هذا السياق، هدفهم هو ترهيب الأكراد والقوى الديمقراطية. يريدون أن يحصلوا أيضاً على دعم القوميين في الانتخابات ثم يذهبوا إلى انتخابات مبكرة. أما الشعب فيرى كل شيء، ويعرف أن كل هذا الكلام العالي النبرة هو لحسابات الانتخابية. حزبنا سيمنع الحرب، وسيؤسس لسلام حقيقي. نحن نؤمن بذلك، وجمهورنا إلى جانبنا، ويزداد كل يوم".
وأكد انه "بعد النظر إلى ما حدث في تركيا بعد 7 تموز نرى أن أردوغان لم يستطع أن يتقبّل الوضع الجديد. وتقريباً يومياً يشير إلى الانتخابات المبكرة. وغايته أن يذهب إلى هذه الانتخابات لكي يصبح مرة أخرى في الحكم وحده، ولأجل هذا يحاول جرّ تركيا إلى الفوضى. يريد أن ينهي عملية السلام، ويبدأ الحرب مرة أخرة. حزبنا يواجه ضغوطات وعمليات أمنية، وكل ذلك غايته الرئيسية أن لا يتخطى حزبنا حاجز الـ10٪، وأن يستحوذ مجدداً على الأصوات التي انتزعها منه حزب الحركة القومية"، مشددا على اننا "كحزب سياستنا الرئيسية أن تبدأ عملية السلام من جديد، ومع ذلك نجهز حزبنا بكل أعضائه لانتخابات مبكرة محتملة. مع الأسف، الانتخابات في تركيا لا تجري في ظروف عادلة، وفي مساواة، وتحت ظروف طبيعية".
وقال: "في حال حدوث انتخابات مبكرة، ما زالت الظروف غير متوازنة، فنحن قلقون من أن نتعرض لاعتداءات كثيرة جديدة. نحن، والإرث السياسي الذي نحمله، نتعرض منذ عام 1990 إلى الآن لضغوط كبيرة خلال العمليات الانتخابية".
وعن قتال حزب الله التكفيريين في سوريا وعلى الحدود اللبنانية، أوضح ان "اليوم يواجه كل الشرق الأوسط والبلدان العربية هجمات مجموعات "داعش" و"القاعدة" الفاشيتين المتعاونتين. إن وجود المقاومة في وجه هذه المجموعات الفاشية والبربرية في كل مكان مهم بالنسبة إلينا. الشعوب الموضوعة في مواجهة هذا الهجوم تؤدي دوراً مهماً في تشكيل شرق أوسط أكثر ديمقراطية وحرية. هدفنا أن يكون مستقبل الشرق الأوسط قائماً على نظم ديمقراطية، على أساس المساوة والحرية، وتعيش فيه كل الشعوب باخاء". وقال: "نريد أن نقوم بزيارة لبنان حينما يكون ذلك ممكناً، أو في أي فرصة. نعتقد أنّ هذه الزيارات والعلاقات مهمة جداً من أجل أن تتعارف الشعوب".
وأشار إلى ان "شعب لبنان خاض حرباً أهلية ما بين 1975 ــ 1991، وسبّبت هذه الحرب الموت والآلام. نحن أيضاً نشعر بهذه الآلام التي عاشها شعب لبنان لكوننا خبِرناها. فهنا أريد أن أقول لشعب لبنان، ولكل شعوب شرق الأوسط، إن هناك دائماً إمكانية لتحقيق السلام، والديمقراطية، والحريات. وهذا يتحقق عبر نضال الشعوب ضد السياسات القمعية. وعبركم، أريد أن أرسل إلى شعب لبنان، محبتنا وتحياتنا الأخوية".