أكد القيادي في حركة "حماس" صلاح البردويل أنّ قرار حركته الانسحاب من المشهد السوري منذ بدء الأحداث في سوريا كان صائباً من وجهة نظر الحركة حتى لا تُتَّهَم بالانحياز لطرفٍ معيّن، مشيراً إلى أن خروج "حماس" من سوريا جنّبها ما وصفه بـ"الحرج" الذي وقع عليها ما بين الشعب السوري والقيادة السورية.
وفي حديث خاص إلى مراسل "النشرة" في فلسطين محمد فروانة، أوضح البردويل أن الشعب السوري له فضل على حركة "حماس" كما القيادة السورية، لكن الحركة آثرت الانسحاب من المشهد السوري خوفاً من أن تتهم بالانحياز لطرف دون آخر، أو تجبر على أن تنحاز لأحد.
وقال البردويل: "وجهة نظرنا كانت صائبة وما زلنا مقتنعين بها، وعلى هذا الأساس لا نتدخل في الشأن الداخلي لأي دولة، ولا نحب أن يجبرنا أحد على موقف محدد".
هل تعود علاقة "حماس" و "سوريا"؟
البردويل، وهو مسؤول الدائرة الإعلامية لحركة "حماس" أيضاً، نفى وجود أطراف خارجية تدخلت من أجل رأب الصدع في العلاقة التي توترت بين الحركة والنظام السوري بعد خروجها من سوريا، مشدداً على أنه "لا مانع لدى حماس من تعزيز العلاقة مع أي طرف كان في الأمة العربية".
وفيما أكد البردويل أنّ أحداً لم يتدخل سلباً او ايجاباً في الوطن العربي إزاء عودة العلاقة مع سوريا، استبعد أن يتطوع أحد وهو يعادي النظام السوري بإقناع حماس العودة إلى سوريا، "في الوقت الذي يتهم فيه الرئيس السوري بشار الأسد حركة حماس، ويشن هجوماً عليها بشكل شنيع وبدون تروٍ"، على حدّ تعبيره. وأضاف: "نحن نأمل ان تستقر سوريا ويتمّ إصلاح كل الأمور العربية لأن استمرار هذا الوضع سيقود إلى مهلكة عربية".
الكل يحسب حسابًا لحماس..
ورداً على سؤال حول توجيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعوة رسمية لحركة "حماس" لزيارة العاصمة الروسية موسكو، بعد لقاء ضم الوزير الروسي، ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل في العاصمة القطرية الدوحة، أكد البردويل أن العلاقة مع روسيا ليست جديدة، إذ كان هنالك عدة زيارات من قبل قيادة "حماس" لروسيا في السابق وبدعوات رسمية.
وأشار البردويل إلى أن العلاقات لم تنقطع، حيث قابل وزير الخارجية الروسي سابقاً قيادة حركة "حماس" في دمشق وغيرها من البلدان، منوهاً بالدعوة الروسية التي وجهت قبل عام ونصف لحركتي "حماس" و "فتح" لزيارة موسكو من أجل إتمام المصالحة الفلسطينية.
وتابع البردويل: "صحيح حدثت انشغالات وتقلبات وتغيرات كثيرة جداً في المنطقة أعاقت سير هذه العلاقات، لكن في النهاية أعتقد أن حماس موجودة بقوة في المشهد السياسي من خلال مقاومتها للعدو الإسرائيلي ومنعه من تحقيق أهدافه في قطاع غزة". واعتبر البردويل أنّ ذلك "جعل الجميع يستشعر أنه لا بد أن يحسبوا حساباً لحركة حماس في المعادلة السياسية الجارية في المنطقة".
وفي ما يتعلق بزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل إلى موسكو، وإمكانية ارتباطها بما يجري الحديث عنه حول هدنة طويلة الأمد بين "حماس" و "إسرائيل"، قال البردويل: "نحن سنتعامل مع كل حدث من وجهة نظرنا ومصالح شعبنا ومبادئنا، والأصل أن نبني علاقات جيدة مع روسيا وأن يكون هناك داعم سياسي للقضية الفلسطينية".
علاقتنا بإيران تأثرت..
وعن العلاقة مع إيران، قال البردويل، إن البعض يتخيل أن العلاقة مع الجمهورية الإسلامية ساءت وأنها متحسسة من زيارة "حماس" إلى المملكة العربية السعودية، لكن ذلك كله مجرد كلام إعلامي غير صحيح، مشدداً على أن حماس لم تفقد علاقتها مع إيران ولن تفقدها. وأضاف: "حماس تبحث عن علاقات مع كل الدول الداعمة للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، على صعيد الدعم السياسي والمعنوي وإلى غير ذلك".
واعتبر القيادي الحمساوي أنه لا شك في تأثر العلاقة في الفترة الأخيرة سواءً قبل الأحداث في سوريا، أو موقف "حماس" في اليمن الذي أثر سلباً، وشكل نوعاً من أنواع البرودة في العلاقة، لكنها لم تصل إلى حد القطيعة، مشيراً إلى أنه "لم يقرر أي من الطرفين مقاطعة الطرف الآخر، لأن هناك قواسم مشتركة لا يمكن تجاوزها في العلاقة بين حماس وإيران وحزب الله".
وشدد البردويل على أن "حماس" لا تريد من إيران دعماً لها بل للقضية الفلسطينية، لأن القضية ليست فقط قضية "حماس" على حد قوله، لافتاً إلى أنه "كل من يقدم الدعم ينال شرف تحرير فلسطين، وهناك عدو مشترك".