يشكل تمثال السيدة العذراء بثوبها الازرق المميز والمصنوع من حجر بازلتي، علامة فارقة في ذلك المكان رغم تواضع محتوياته، وهو لا يتسع للزينة والاثاث، لأنه مكانٌ للصلاة والايمان والخشوع. هكذا يوصف مزار سيدة بشوات المتربع على سفح الجبل الغربي لمدينة بعلبك.
تعود تسمية سيدة بشوات الى قديس مصري اسمه أنبا بيشواي، سكن ديراً بناه اليعقوبيون مكان الكنيسة القديمة، واشتهرت سيدة بشوات بعجائبها الكثيرة التي بدأت منذ مئات السنين، واستمرت حتى اليوم، ولعل ما حصل عام 2004 هو الابرز على هذا الصعيد في الزمن الحالي، فقصة الطفل الاردني محمد الهواوي وصلت الى كل العالم، فبلغ عدد حجاج سيدة بشوات عام 2004 مليوني حاج في فترة زمنية قياسية. وفي التفاصيل ان محمد دخل الى مزار السيدة بطلب من اصدقائه الذين كانوا في رحلة الى المنطقة، وفي الداخل سأل من كان الى جانبه ان كان التمثال يتحرك وبالفعل رأى كل من كان في الداخل ما رآه محمد، فتمثال السيدة العذراء كان يتحرك وعيونها تفتح وتغلق ورشحت زيتًا ايضًا.
"أحبّوا بعضكم بعضاً"
كل تلك العجائب والظهورات جعلت مزار سيدة بشوات يتحول الى مزار تاريخي لملايين المؤمنين من المسيحيين والمسلمين في العالم.
وفي هذا السياق، تقول سيدة لـ"النشرة"، خلال زيارتها سيدة بشوات: "اتيت من منطلق ايماني، وجئت للزيارة لأنني على يقين ان السيدة العذراء ستستجيب لدعائي"، في وقت يقول زائر آخر: "المسيح قال لنا أحبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم، احبوا أعداءكم و باركو لاعِنيكم، فالعذراء والدة المسيح وأم الكون، وهذا هو المبدأ الذي يأتي بنا الى هنا، مبدأ المحبة، لانه من دونها لا حياة، والعذراء هي مدرسة في الطهر ونقاء المحبّة".
سيدة بشوات ترافقنا...
ساهم مزار سيدة بشوات بجعل قرية بشوات حاضرة على الخريطة، فلولاها لكانت منسية. فمزار السيدة المبني من الحجر الابيض الطبيعي الجميل الذي يعود تاريخه الى مئات السنين يستقطب المؤمنين من كافة انحاء القرى اللبنانية ودول الاغتراب، كذلك تتميّز البلدة بآثار عين بشوات وبالمغاور المحفورة في الصخور والتي تحتوي على نواويس حجرية وجرار فخّارية. كما اكتشفت في المنطقة أيضاً نقود تعود إلى العصر الروماني، ويعتمد السكّان المقيمون في البلدة على الزراعة وتربية المواشي لتأمين معيشتهم، لا سيّما زراعة الحبوب، والأشجار المثمرة، والكرمة، بالاضافة الى السياحة التي تشكّل مصدر دخل لبعض الأسر.
وهنا يتحدث العضو في لجنة مزار سيدة بشوات ناجي كيروز عبر "النشرة"، عن اهمية المزار وقيمته الدينية الكبيرة: "نلتجئ للعذراء وليسوع اللذين لا يعصى عليهما شيء، ففي هذا المكان نزيد ايماننا و نطلب البركة، فسيدة بشوات ترافقنا بأيامنا ونطلب ان تبارك عائلاتنا وبلادنا". وفي نفس السياق يستذكر العضو في لجنة المزار شحادة كيروز، كيف اصبح هذا المكان مقصدا للمؤمنين الذين يتوافدون من كل انحاء العالم، لافتا الى ان "الدير يأخد شهرته الواسعة من العجائب التي تقوم بها العذراء مريم من ايام الامراء الحرفوشيين".
للاطلاع على ألبوم الصور اضغط هنا