أشار عضو الائتلاف السوري المعارض عبد الباسط سيدا الى أنّه وبالرغم من كل الاشارات التي ترسلها موسكو والتي توحي بتغير موقفها من الملف السوري وبالتحديد من نظام الرئيس السوري بشار الاسد الا انّه وحين تصل الأمور الى مرحلة اتخاذ القرار والجدية نرى ان الروس لا يحسمون أمرهم، مشددا على ان موقف الائتلاف السوري وقوى المعارضة نهائي وواضح لجهة تمسكهم بأن أي معالجة جدية للوضعية السورية لا يجب أن تشمل اتفاقا يكون فيه الأسد جزءا من المرحلة الانتقالية.
واعتبر سيدا في حديث لـ"النشرة" ان "الحراك الاقليمي والدولي الحاصل والناشط في السعودية وروسيا وقطر وعمان وموسكو وغيرها من عواصم العالم، يؤكد أن الكل بات يشعر أن الوضع لم يعد يهدد سوريا والمنطقة بل العالم ككل، وهو ما كنا نحذر منه منذ بداية الازمة"، لافتا الى انّه "حتى الساعة لا رؤية دولية موحدة للحل في سوريا، كما ان طبيعة الحل المنتظر لم تتبلور، فهل سيتم عقد صفقة مع ايران تتضمن احداث تغيير مذهبي كضمانة للتخلي عن الاسد وهو ما قد تظهر مؤشراته في ملف الزبداني والفوعة وكفريا، ام أنّه سيكون هناك مخطط تحضير لسوريا مفيدة؟"
ماذا عن مصدر الإرهاب؟
ولفت سيدا الى ان "كل طرف حاليا يسعى لدفع الحل باتجاه مصلحته خاصة وأن العامل السوري يبقى حاليا غير فاعل طالما الكرة في الملعب الاقليمي – الدولي"، مشددا على ان "الشعب السوري لن يكون بصدد تقديم اي تنازلات بعد كل التضحيات التي قدمها منذ أكثر من 4 سنوات".
ورأى سيدا ان "التصويب باتجاه وجوب مواجهة الارهاب المتمثل بداعش كمنطق لأي حل، كلام حق يراد به باطل، باعتبار ان مصدر الارهاب الاساسي الذي اوجد باقي المنظمات الارهابية هو النظام السوري"، وتساءل: "هل ارهاب حزب الله والميليشيات والحرس الثوري الايراني شيء وارهاب داعش شيء آخر؟"
وشدّد سيدا على ان ملف الارهاب يجب أن يعالج كاملا بالتصدي لكل هذه التنظيمات، لافتا الى ان مصدر الارهاب غير مؤهل ليكون ضمن تحالف دولي لمواجهة "داعش".
رسالة صارمة للنظام
وتطرق سيدا لملف المنطقة الآمنة المزمع انشاؤها على الحدود السورية – التركية، مذكرا بأنّها كانت مطلبًا للمعارضة منذ اندلاع الأزمة ولم تتم الاستجابة له، لافتا الى أن هذه المنطقة ستؤمن ملاذا آمنا للمواطنين وستعالج شقا كبيرا من الملف الانساني كما أنّها ستشكل رسالة صارمة للنظام السوري بأن الامور خرجت عن نطاق سيطرته باعتراف اقليمي – دولي.
وأوضح سيدا أن المنطقة الآمنة ستكون بطول حوالي 100 كلم وعمق 50 كلم تمتد من جرابلس الى أعزاز، على ان تتولى قوى المعارضة وعلى رأسها الائتلاف مهمة ادارتها، وأضاف: "أما تأمين حمايتها فيجب ان يتولاه التحالف الدولي لأننا نستبعد أن تقوم تركيا بخطوة من هذا النوع لوحدها نظرا لحساسية الوضع".