أكد وكيل وزارة الصحة في غزة ​يوسف أبو الريش​ أنّ القطاع الصحي أمام أزمة ليس لها مثيل(1)، وهي مختلفة عن الأزمات التي كانت تحدث في الفترات السابقة منذ بدء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، موضحاً أن بعض الانفراجات كانت تُسجَّل خلال الأزمات السابقة بخلاف الوضع اليوم.

وفي حديث إلى مراسل "النشرة" في فلسطين ​محمد فروانة​، أوضح أبو الريش أن الأزمة طالت الكادر البشري في وزارة الصحة والمستشفيات العاملة بالقطاع، إضافة إلى الموارد المالية والمادية، لافتاً إلى عدم وجود أفق لأي حل للأزمة في الوقت الحالي.

وأشار أبو الريش إلى أنه سابقاً كان يوجد هنالك العديد من الجهات المانحة في ظل واقع دولي وإقليمي مستقر، لكن ما حدث للمنطقة العربية ككل والواقع الإقليمي الصعب أثر بشكل كبير على القطاع الصحي في غزة، ولفت إلى أنّ حكومة "حماس" السابقة في غزة كانت توفر الغطاء اللازم للتعامل مع هذه الأزمات، "لكنّ حكومة التوافق الوطني الفلسطيني أدارات ظهرها لاحتياجات القطاع الصحي".

ليس ملفاً إنسانيًا!

واتهم أبو الريش، وهو مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة بغزة، حكومة التوافق الوطني بالتعامل مع الملف الصحي في غزة على أنه ليس ملفاً إنسانيًا، "وإنما يعتبرونه جزء من الملفات المطروحة على طاولة البحث السياسي بعيداً عن كل التجاذبات السياسية ويستخدم كورقة للمباحثات والمفاوضات".

وأضاف: "ما يحدث ليس بالجديد، واضح أنّ هذه المنهجية التي كانت تتعامل مع القطاع الصحي في لحظة الاستنكاف الكبيرة – بداية الانقسام الفلسطيني- والتي أمرت الموظفين بأن يتركوا المرضى الموجودين في العناية المركزة وفي أقسام الطوارئ والعمليات، وتم ابتزاز الموظفين في رواتبهم وقوت أبنائهم هي العقلية ذاتها التي تنظر للملف من جانب سياسي للابتزاز السياسي وليذهب المريض حيث يذهب، إذ لا مكان لمعاناة المريض وسماع آنين هؤلاء المرضى" على حد قوله.

وحذّر أبو الريش من أن بقاء الوضع على حاله سيوصل إلى مرحلة الانهيار الكامل للقطاع الصحي.

(1) أعلنت وزارة الصحة في غزة عن توقف مراكز خدمات صحية عن العمل، ونفاد أكثر من 150 صنفاً دوائياً، وحملت المسؤولية للحصار الإسرائيلي وحكومة التوافق الوطني التي اتهمتها بالتخلي عن التزاماتها وامتناعها عن دعم موازنة الوزارة أو تزويد مخازنها بأصناف الدواء النافذة، وعدم الاكتراث بمشاكل القطاع الصحية، كما أعلنت أيضاً عن تقليص خدماتها وإغلاق العديد من الأقسام والعيادات الطبية التابعة لها في مختلف مناطق القطاع.