اعتبر عضو الهئية السياسية في الإئتلاف السوري ​فايز سارة​، ان الائتلاف ينقصه "برنامج سياسي يحدّد مهماته الأساسية وأهدافه والطرق الكفيلة بتحقيق هذه الأهداف، وحتى الآن من الواضح أنّه عاجز عن تطبيقه".

وفي حديث صحفي، رأى ان "كل ما أنجزه الإئتلاف على صعيد الرؤية السياسية كان بسيطاً ومتواضعاً، ولعل أهمه يتمثل في خطة المبادئ للحل السياسي في سوريا، التي كانت مرهونة بظروف ضاغطة. غير أن هذه الوثيقة لغاية الآن يعتبرها جزء من أعضاء الإئتلاف غير مقرة".

واشار الى ان "مكونات الإئتلاف تفسّخت وانقسمت على بعضها بعد دخول مكونات أخرى إليه، منها القائمة الديمقراطية وكتلة الحراك الثوري، في غياب ناظم عمل لهذه الكتل".

هذا فضلاً عن مشكلات إدارية بفعل نقص الخبرة على صعيد تنظيم العلاقة بين المكاتب واللجان والنظام المالي، إذ يُفترض أن يكون ذلك جزءاً من نظام إداري متكامل، لكن كل الأمور ملتبسة، وبالتالي ليس هناك حلول.

وأوضح ان "أي محاولة لمعالجة أي قضية لا نستطيع أن ننفّذها. فتعديل للنظام الداخلي للإئتلاف على سبيل المثال يحتاج إلى الثلثين، وهذا أمر صعب توافره. وبالتالي لا قدرة على الإصلاح في ظلّ المعطيات الحالية، ويكاد يكون الأمر مستحيلاً".

وعن خطة المبعوث الاممي ستيفان دو ميستورا، لفت سارة الى الاخير "دخل على خط الأزمة السورية من بوابة وقف القتال في حلب، حيث فشل بشكل ذريع، كونه لم يحمل خطة واضحة المعالم. خطته كانت تقضي بتشغيل العوامل المحلية وتفاعلها لفتح بوابة لمعالجة القضية السورية من حلب".

ولفت ان خطة دو ميستورا "تعتمد من حيث المبدأ على بيان جنيف 1، لكنها تقود إلى نتائج مختلفة حسب سارة. إذ ألغت المرجعية الدولية التي كانت متوافرة، وأعادت فك وتركيب خريطة التأثير بالقضية السورية فأدخلت إيران بعد ان كانت مستبعدة في مؤتمر جنيف 2".

من جهة أخرى، حذر سارة من ان "داعش" يحاول "سورنة" نفسه، مشيراً الى ان التنظيم "المعروف بأنه يضم مقاتلين من خارج سوريا، فمنهم الأوروبي والأميركي والأفغاني كان يقوم بعملية تجنيد المقاتلين وجلبهم إلى سوريا عبر العراق وتركيا".

وأشار الى ان "داعش" واجه "مشكلة رئيسية تتمثل بقطع خطي إمداده البشري عبر تركيا التي شددت إجراءاتها الأمنية على الحدود، بالتزامن مع صعوبة تزويد فرعه العراقي لسوريا بالمقاتلين في ظل إنهماكه في معركة أكبر في العراق، فضلاً عن اتهامات تلاحق التنظيم بأنه خارجي لذلك يسعى الى تغيير جلده لرفع هذه التهم عنه. هذه الأسباب مجتمعة دفعت "داعش" إلى "سورنة" نفسه بعدما بات من الصعوبة عليه نقل العناصر البشرية إلى سوريا".

ورأى ان محاولة "توطين هذا التنظيم لنفسه و"سورنته" هي نتيجة إنسداد أفق الأزمة واستمرار الصراع العسكري، الحرب على "داعش" في المعطيات الراهنة لن تساعد في القضاء عليه. وهذا يعني أنّ لديه فرصة إمتداد في الواقع السوري".