اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا أن الموقف الأخير الذي أطلقه الرئيس السوري بشار الأسد لجهة قوله بأن لا حل سياسي في سوريا قبل القضاء على من قال أنهم "ارهابيون"، "ينسجم مع المواقف التي اطلقها النظام السوري منذ اندلاع الثورة حين واجه في اليوم الاول التظاهرات السلمية بالرصاص، ثم عمد بعدها لتعطيل كل المبادرات العربية والدولية للحل بدعم من ايران وموسكو".
ورأى صبرا في حديث لـ"النشرة" أن الاسد "تلقى على ما يبدو مؤخرًا دعمًا روسيًا جديدًا بعد وصول القوات الروسية الى الساحل السوري"، معتبرا ان هذه الخطوة تؤكد ان "النظام فقد أي قدرة على الـتأهيل تماما كما ان حلفاءه فقدوا أمل اعادة تأهيله".
حلفاء النظام خائفون
وتحدث صبرا عن ثلاثة أبعاد لدخول الروس عسكريًا الى سوريا، لافتا الى ان "البُعد الاول بُعدٌ داخلي ومؤشر على حالة انهيار النظام لذلك فان حلفاءه خائفون من انهياره في اي لحظة وما يخشونه ان لا يكون لديهم بدائل او ان لا يكونوا شركاء في هذه البدائل".
أما البُعد الثاني فلفت إلى أنّه اقليمي، "باعتبار انه اذا ما تم تنفيذ الاتفاق النووي بين ايران والغرب ستخرج موسكو من دون اي ارباح تذكر وستتحول العلاقة الغربية مباشرة مع ايران، لذلك دخل الروس على الخط ليقولوا للطرفين انهم موجودون".
وفي البُعد الثالث، رجّح صبرا ان يكون الروس يسعون لـ"اتمام صفقة مع الولايات المتحدة الاميركية باعتبار ان اوكرانيا لا تزال وجعا ضاغطا عليهم، وبالتالي لا مخرج لهم الا بتحقيق عملية تبادل في مكان ما". وأشار إلى أنّ "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبالرغم من كل ادعاءاته، يؤكد وبادخال قواته الى الساحل السوري أنّه يصب الماء بطاحون الاسد ويعمل على التقسيم بشكل علني".
باب تقسيم سوريا فُتِح
ورأى صبرا أنّه وحتى الساعة "لم تظهر كامل الأبعاد العسكرية الاستراتيجية للدخول الروسي الى الميدان السوري، خاصة وأنّهم حولوا مطارًا مدنيًا في اللاذقية الى قاعدة عسكرية، لا بل أكثر من ذلك يبنون وحدات سكنية لجنود روس، وقد أدخلوا دبابات روسية بطواقمها الى الاراضي السورية". وقال: "كلّ ذلك يؤشّر لمخاطر حقيقية ويؤكد أن مشروع الحل السياسي ذهب بالضربة القاضية ما فتح باب تقسيم البلد".
ونبّه صبرا الى ان الدخول العسكري الروسي الى سوريا "يدفع بالملف السوري أكثر فأكثر باتجاه التدويل وبالتالي سيستمر الشعب السوري وحده يدفع الثمن من خلال عملية الابادة الجماعية التي ينتهجها النظام اضافة الى عمليات التشريد والتهجير، من دون أن يجد حقيقة من يناصره بخلاف النظام السوري الذي يجد من يصب الماء بطاحوناته".