أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى أنه "لم يكن غريبا على زعيم الحوثيين أن يدعو الناس في كلمته التلفزيونية أول من أمس، إلى التظاهر في صنعاء في الذكرى السنوية الأولى لدخول ميليشياته إلى العاصمة اليمنية، فالصفعات التي تتوالى على الانقلابيين في مختلف أرجاء اليمن، جعلته يفقد صوابه ويتخبط ويعتقد أن الهزيمة مكسب، وأن صنعاء ستبقى خاضعة لسيطرة عصاباته الإرهابية التي عاثت فسادا ونهبا وسلبا، وأدخلت البلاد في نفق مظلم لولا إعلان عملية الإنقاذ عبر التحرك العربي بالتحالف الذي تقوده المملكة".
واعتبرت أن "الحوثي أراد رفع معنويات عصاباته، فسعى خلال كلماته المهزوزة إلى إيهام عناصره بأنه ما زال قويا يحتفي بما يسميه "نصرا"، غير أن المعلومات الأخرى الواردة تؤكد أن عِقد الانقلابيين بدأ ينفرط، فالصدام العنيف الذي حدث أمس وقبله بين الحوثيين وأفراد من قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح، بسبب عدم انصياع هؤلاء للأوامر الحوثية بالتوجه إلى مأرب وصعدة للقتال فيهما، يشير بوضوح إلى أن الميليشيات في طريقها إلى التفكك، وستأكل بعضها تدريجيا نتيجة هوس الزعامة والتسلط وإصدار الأوامر، إضافة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يقتتل فيها الحوثيون وأعوان المخلوع، فالمسألة ليست جديدة عليهم، وفقدوا من قبل كما فقدوا في الحادثة الأخيرة عددا كبيرا من عناصرهم، فهناك كثير من قيادات الحرس الجمهوري تخلت عن المخلوع وأعلنت انضمامها إلى الجيش الموالي للشرعية، وبالتالي فدعوة الحوثي للتظاهر تأتي في مرحلة ضعفت خلالها قدراته العسكرية والبشرية، خصوصا مع تزايد غارات التحالف العربي على مواقع الميليشيات، ما أضعفها وجعلها تفر من مكان إلى آخر، ولم يعد لديها منفذ سوى حشر عناصرها بين الأحياء السكنية لعلمها أن التحالف العربي لن يقصف مواقع المدنيين".
وشددت الصحيفة على أن "الصورة الواضحة في اليمن اليوم هي، انهيار بين صفوف الانقلابيين، يقابله عزم وإصرار من التحالف العربي والمقاومة الشعبية والجيش الوطني اليمني على تحرير اليمن من ذيول طهران، وأما مخادعة الحوثي لنفسه وأعوانه بأنه -بالدعوة إلى التظاهر- ما زال يستطيع مقاومة القوة العربية، فهي تجعله كمن يتمسك بقشة لإنقاذ نفسه من الغرق، غير أن ذلك لن يجدي مع اقتراب النهاية، يوم تبدأ الاحتفالية اليمنية العربية بيوم التحرير".