شدّد المعارض السوري ورئيس الدائرة القانونية في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية هيثم المالح على أن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية التي ستدخلها سوريا بعد اعتماد حل سياسي للأزمة، من المستحيلات، واصفاً كلام وزير الخارجية الأميركية جون كيري عن ان الأسد يجب ان يرحل لكن التوقيت خاضع للتفاوض بـ"الغبي".
وأوضح المالح في حديث لـ"النشرة" الى أنّه التقى أخيرا أحد المسؤولين الأميركيين وأبلغهم أنّه اذا تم تخييره بين الأسد و"داعش" سيختار "داعش"، مستهجنا "السيناريوهات التي يتم طرحها لمصير الأسد علما أنّه يجب أن يكون في قفص الاتهام وليس في اي مكان آخر". وقال: "الأسد وضع كل القرارات الدولية تحت قدميه وقاد الدولة خارج القانون والمؤسسات، وبالرغم من كل ذلك هناك من يريد طرح مصيره على طاولة المفاوضات لا بل حفظ مكان له في المرحلة الانتقالية... وهذا برأينا منتهى الغباء والتواطؤ على الشعب السوري".
وأكّد المالح ان الأسد لم يعد يسيطر الا على 18% من سوريا وهو يستمر بقصف شعبه بالبراميل المتفجرة، وبالمقابل تأتي الدول التي تدّعي الحضارة والدفاع عن حقوق الانسان للتفاوض مع من ارتكب جرائم ابادة جماعية".
الحل السياسي وهم
وشدّد المالح على ان اي حل سياسي مرتقب للأزمة يجب ان يعتمد على بيان جنيف 1 اي مبادرة المبعوث الدولي السابق كوفي أنان، ولكن السؤال: "هل طبّق الأسد بندا واحدا من هذا البيان ليكون هناك كلام جدي عن حل سياسي؟"
وأشار إلى أنّ "مسألة الحل السياسي في الوقت الراهن وهم وأكذوبة، ومجرد محاولات لعرض العضلات على جثث الشعب السوري".
وتساءل المالح كيف سيفرض كيري او الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحل السياسي الذي يرتأونه على 14 مليون سوري موجودين حاليًا خارج منازلهم؟ وقال: "اذا كان هناك من يريد الحديث الجدي عن حل سياسي فالحري به العودة الى جنيف 1 وفرض هيئة حكم انتقالية على الأسد تحت البند السابع".
واعتبر المالح ان المبادرة الاخيرة التي طرحها المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا هي "لتمييع القضية وتعويم الأسد"، وقال: "أنا شخصيا أقول بعدم المشاركة بمجموعات العمل التي دعا لتشكيلها".
روسيا "دولة مافيوية"
وتطرق المالح للدور العسكري الروسي المستجد على الاراضي السورية، لافتا الى انّه وبدل ان تكون روسيا تقوم بما تفرضه عليها واجباتها كعضو في مجلس الأمن وبالتحديد حفظ السلم العالمي، نراها اليوم تمعن باثارة الحروب وتدخل في صراع بين شعب وسلطة مجرمة. وأضاف: "اما التحجج بأنّهم يحتلون الاراضي السورية بموافقة الرئيس السوري فهذا أشبه بمهزلة، باعتبار أنّه لا يحق له على الاطلاق ان يقول أهلا وسهلا للمحتلين وفي رقبته نصف مليون انسان قتلوا".
ووصف المالح روسيا بـ"الدولة المافيوية"، لافتا الى انّهم دخلوا الى سوريا لـ"فرض حلول لصالحهم باعتبار انّهم يخافون على وضعهم الاقتصادي وعينهم على الكميات الضخمة من الغاز والنفط الموجودة على الساحل السوري".