اشار رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، خلال لقاء أقيم في "بيت التعاضد" في الحازمية عن دور صناديق التعاضد الصحية في الدورة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، الى ان "الصناديق وادارتها قد تطورت وانخرطت في المجتمع ليس فقط في الاقتصاد، بل في القضايا الاجتماعية من خلال منح مدرسية ومساعدات مالية وخدمات اجتماعية"، متمنياً "التكامل بينها وبين شركات التأمين، على أن تبنى هذه العلاقة على أسس قانونية ومتكاملة لكي تعكس تضامنا فعليا، فهي لا تبغي الربح، وتتكامل مع وزارة الصحة وشركات التأمين".
وتناول نسناس أهمية دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي الميثاقي، "كملتقى للحوار الاقتصادي والاجتماعي في بلورة الحلول الناجعة"، مذكرا بأن "المجلس بلا هيئة عامة وبلا هيئة إدارية منذ 2003، في انتظار تعيينها من مجلس الوزراء"، ومشددا على أن "التقلبات الاقتصادية والاجتماعية الحرجة التي أخذت تضغط على واقعنا اليومي والمستقبلي، تؤكد أن المجلس بات حاجة وضرورة أكثر من أي يوم مضى، فالمجلس الاقتصادي والاجتماعي يؤدي دور صمام الأمان بنقل التجاذبات من الشارع الى الحوار حيث يؤدي دور العقل المفكر للدولة والمجتمع باعتماده الحلول العلمية والعملية في آن".
واعتبر نسناس أن "هذا المجلس، بالرغم من التعطيل أدى دور التفاعل والتكامل مع العالم، من خلال وجودنا في اتحاد المجالس الاقتصادية والاجتماعية العالمية، ومساهمتنا الفعالة، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي في إنشاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي لدول حوض المتوسط، إضافة الى مشاركتنا في تأسيس المجالس العربية بالتعاون مع منظمة العمل العربية".
كما ذكر نسناس بأنه "قام بالتعاون مع ذوي الخبرات في الحقلين الاقتصادي والاجتماعي، وبمبادرة شخصية عام 2007 بوضع دراسة عن "رؤية إقتصاية إجتماعية للبنان الغد"، وهو اليوم، نظرا الى الأوضاع الإقتصاية الإجتماعية الخانقة، يقوم منذ اكثر من سنة مع فريق من الاقتصاديين والاجتماعيين بتحضير مشروع حوار حول الواقع الاقتصادي والاجتماعي والحلول الاقتصادية والاجتماعية القصيرة والمتوسطة المدى، وسيطرح هذا المشروع على هيئات اقتصادية والاتحاد العمالي والنقابات والمجتمع المدني والدولة، للمناقشة من خلال ورش عمل توصلا الى رؤية توافقية تكون خريطة طريق لبرنامج عمل وطني اقتصادي واجتماعي".
وتوجه الى أعضاء الاتحاد: "التاريخ لن يرحمنا اذا لم نبدأ من اليوم ببناء المستقبل، الأجيال الطالعة تريد وطنا، ودولة عصرية ومنتجة، دولة صائنة للحقوق، وصانعة للغد، صحيح أن لدينا هواجس وقلقا بسبب التطورات الدامية في منطقتنا، وبسبب التقلبات المتسارعة في العالم، لكن لدينا الإيمان والعزيمة، والارادة والقدرة. فاللبنانيون، عبر تاريخهم الطويل، هم الذين عرفوا كيف يخلقون من العجز المعجزة".