لا يُعَدّ جهاز التنصت والتجسس الاسرائيلي الذي كشفه الجيش اللبناني و"حزب الله" في خراج بني حيان الأول من نوعه، وقد سبق لإسرائيل أن اعترفت بالقيام بخطواتِ شبيهة للتجسّس على لبنان والحصول على معلومات حول تحرّكات الجيش والحزب، خصوصاً عند الحدود الجنوبية للبنان.
وبحسب مصادر أمنية، فإنّ جهاز التنصت الاسرائيلي الذي تم العثور عليه في منطقة العريض بني حيان-مرجعيون كان مزروعًا في احدى الصخور الكبيرة، وهو مموّه وموصول ببطارية تغذية تعمل على الطاقة الحرارية وكابلات واجهزة مراقبة وكاميرات رقمية مثبتة داخل صخرة اصطناعية تلتقط التحركات في المنطقة وتبثها الى غرفة عمليات اسرائيلية مواجهة للمكان الذي عثر فيه على الجهاز، مشيرة إلى أنّ أحد المواطنين كان يعمل على استصلاح ارضه بواسطة جرافة حينما تم اكتشاف الجهاز حيث ابلغ الجيش و"حزب الله"، وقد عمل خبير عسكري في الجيش اللبناني على تفكيكه.
عمومًا، تؤكد هذه المصادر أنّ التجسّس والتنصت الاسرائيلي لم يتوقف، وقد ارتفعت وتيرته في الآونة الأخيرة، في ضوء قيام الإسرائيليين من أكثر من عام بنشر عشرات الاعمدة ذات الاحجام المختلفة في مواقعهم المشرفة على الحدود الجنوبية، وهي تضاف الى اكثر من 90 عامود ارسال وتنصت وتجسس اسرائيلي مرفوعة ومنصوبة في تلك المواقع منذ ايار من العام 2000، وتشير كذلك الأمر الى أن زرع اسرائيل لاجهزة تنصت وتجسس في عدلون في ايار من العام الماضي وانفجار احدها بعنصر من "حزب الله" عندما كان يعمل على تفكيكه انما يدخل في المحاولات بكافة السبل لاختراق شبكة اتصالات "حزب الله" التي اظهرت تفوقا خلال عدوان تموز من العام 2006.
وتلفت المصادر الى انها سجلت خلال شهر فقط قيام اسرائيل بنصب اعمدة تجسس وتنصت ومراقبة على طول الخط الممتد بمحاذاة السياج الشائك المقابل لبلدتي راميا وعيتا الشعب وصولا الى تلة مسكافعام الاسرائيلية المقابلة لبلدة العديسة وامتدادا الى التلال المشرفة على الوزاني ووصولا الى التلال المطلة على بركة النقار، وكلها اجهزة مرفوعة على اعمدة تسمح بمراقبة حثيثة للاراضي اللبنانية، موضحة ان هذا التجسس يطال شبكات الهاتف الخليوي والثابت والتشويش عليها، ومؤكدة ان البوارج الحربية الاسرائيلية المتمركزة في عرض البحر قبالة المياه الاقليمية اللبنانية تساهم في هذا التشويش وفي عمليات التجسس على الانترنت والصحون اللاقطة لمحطات التلفزة .
وبحسب المصادر نفسها، فإنّ البرج الحديدي في تلة مسكافعام يستطيع تغطية المناطق الممتدة من العديسة حتى كفركلا وصولا الى مثلث تل النحاس-مرجعيون، في حين أن عامود ارسال موقع العباد يغطّي بعمليات التجسس الاراضي اللبنانية في حولا وميس الجبل ومركبا وصولا حتى الطيبة، كما ان العامود في التلال المشرفة على الوزاني وارتفاعه 30 مترا يشرف على قسم من كبير من حاصبيا وقسم اخر من منطقة مرجعيون.
وتتابع المصادر الأمنيّة ان اسرائيل التي عملت على صيانة عامود الارسال الذي رفعته في تلة البياضة واجهزة سياج خط الانسحاب قرب بركة النقار جنوب بلدة شبعا تغطي قسما كبيرا من بلدات بنت جبيل، وبلدة شبعا ومحيطها، وتراقب بواسطة عامود ارسال آخر بلدة الغجر بقسميها اللبناني والسوري المحتلين والعرقوب وصولا الى الجولان السوري المحتل.
وفيما تجزم المصادر أن الجيش اللبناني في جهوزيّة عالية جدًّا على الرغم من وجود أجهزة المراقبة المكثفّة التي تستخدمها اسرائيل، فعينه لا تنام في ظل وجود جيش اسرائيلي متربّص على الحدود الجنوبيّة اللبنانيّة، ترى أن لا شيء يرعب اسرائيل الاّ همّة الجيش اللبناني والالتفاف الشعبي الحاضن له جنوبًا مهما كانت قدراته العسكرية المخابراتيّة متفوّقة.