استنكر المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ما أقدمت عليه روسيا الاتحادية من زيادة للتدخل في سوريا الشقيقة، ورأى أنه "لا نتيجة لهذا التصرف الذي يشبه الاحتلال، غير زيادة القتل والتهجير لأبناء الشعب السوري، الذي تشردت الملايين منه خلال السنوات الخمس الماضية في أصقاع الأرض"، مستغربا "وصف الكنيسة الروسية للحملة العسكرية بأنها حرب مقدسة"، قائلاً: "لقد كثرت الحروب المقدسة على أجساد وأرض الشعوب العربية في فلسطين والعراق وسوريا ومن جانب "داعش" وإيران وروسيا"، مؤكداً أن "حروب الآخرين المقدسة على الأرض العربية ستزيد بلاء التطرف في أوساط شبابنا، وستجعل من المستحيل الوصول إلى حلول سياسية عادلة ومعيدة للوحدة والاستقلال والاستقرار".
كما توقف عند "زيادة تعقيد الأزمة في لبنان، وترابط السياسي مع الخدماتي والمعيشي والأمني. فمنصب رئاسة الجمهورية ما يزال خاليا، وتتعرض أعمال مجلسي الوزراء والنواب للتعويق أو التعطيل. وكل الملفات الخدماتية والبيئية والمعيشية لا تجد حلولا أو مخارج وسط التجاذبات السياسية والإدارية وانتشار الفوضى وتجاهل الدستور والتدخلات الخارجية في الشأن العام اللبناني".
وبعد جلسته العادية برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، دعا القوى السياسية كافة إلى "أخذ مسؤولياتها مأخذ الجد، وسط التهديدات التي يتعرض لها الوطن والمواطنون"، مشيدا "بحركة النهوض من أجل المطالب المعيشية المحقة"، منبها إلى ضرورة "عدم التوظيف في المآرب السياسية أو المصالح الخاصة، فهناك مصالح أساسية للمواطنين جرى تجاهلها أو إهمالها في الكهرباء والمياه ورفع النفايات وانتشار الفساد وتفاقمه، وعلى الشبان الناهضين للتصدي لإهمال تلك المصالح، أن يتجنبوا العنف والتجاوزات وأن يتنبهوا لعدم الاستخدام أو الاستغلال".
وعن دخول العام الدراسي وسط أزمات اقتصادية ومعيشية متفاقمة، طالب المجلس المواطنين المقتدرين "بالتضامن والتعاضد مع الناس الذين يعجزون عن دفع النفقات التعليمية، ويمكن للذين يريدون التبرع، اللجوء إلى صناديق الزكاة في بيروت والمناطق، والتي تملك برامج لذلك".
وندد بالإجراءات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى والخليل ونابلس، وأن "لا خلاف مع أحد إلا إذا اعتدى علينا في ديننا أو حاول احتلال بلادنا أو إخراجنا من أرضنا. فالصهاينة في فلسطين يقومون بالأمرين: الهجوم على الدين بالهجوم على المسجد الأقصى، والهجوم على الأرض من خلال التهجير والاستيطان. لذلك لا بد من التصدي بكل قوة من جانب الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية لهذه الأعمال الإجرامية من جانب الكيان الصهيوني، حفظا للحقوق، واتقاء لما يريد الإسرائيليون الإرهابيون جرنا إليه من نزاعات دينية سيئة العاقبة على أهل الدين والأخلاق من العرب المسلمين والمسيحيين".
وهنأ المجلس حجاج بيت الله الحرام بأداء الفريضة، سائلا الله "الرحمة والمغفرة والثواب للذين أصيبوا في حادث التدافع المأساوي"، مدينا "الاستغلال والاستفزاز السياسي الذي لا مسوغ له، ويسيء إلى العلاقات بين المسلمين".