انعقد المجمع الأنطاكي الاورثوذكسي المقدس برئاسة البطريرك يوحنا العاشر يازجي في دورته العادية السادسة من السادس وحتى الثامن من تشرين الأول في دير سيدة البلمند بحضور عدد من المطارنة، حيث ناقش المجمع "آلام الشعب السوري المتفاقمة منذ سنوات، ولا سيما معاناة المهجرين الذين يخاطرون بحياتهم هربا من الحرب والإرهاب، وسعيا وراء حياة أفضل لهم ولأبنائهم مصلين أن يخفف الله آلامهم". وشددوا على "ضرورة إحلال السلام في الشرق وفي سوريا بخاصة لأن السلام هو الكفيل بمنع إفراغ هذا الشرق المعذب من أبنائه".

وجدد الآباء "دعوتهم إلى أبنائهم للتجذر في أرضهم وبيوتهم ليشهدوا فيها للمسيح القائم والمنتصر على الموت"، مكررين "دعوتهم لترسيخ قيم المحبة والسلام في ربوع سوريا والشرق. كما دعوا العالم والمنظمات الدولية إلى النظر بجدية إلى قضية مطراني حلب المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي التي يتغاضى الجميع عنها والتي أمست عنوانا لمعاناة هذا المشرق الذي يقاسي ويلات الحروب خطفا وتهجيرا وقتلا".

ورحب الآباء ب"الحوار الدائر بين الأفرقاء السياسيين في لبنان ويأملون أن يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية يؤمن انتظام العمل المؤسساتي فيه ويعيد إليه دوره ومكانته بين دول العالم"، مناشدين النواب أن "يتحملوا مسؤوليتهم في هذا المجال"، ويدعون الحكومة إلى أن "تنصرف إلى تأمين مستلزمات العيش الحيوية للشعب الذي يعاني على المستويين الاجتماعي والاقتصادي من تدهور الخدمات المعيشية الأساسية".

وشددوا على "ضرورة احترام الحريات العامة التي يكفلها الدستور ولاسيما حرية التعبير التي لطالما ميزت لبنان"، وصلوا من أجل العراق واليمن وليبيا وكل البلاد العربية، ضارعين إلى الله أن "يقيمها في السلام والطمأنينة".

واستنكروا "ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من آلام"، مناشدين العالم "إيجاد حل سريع وعادل للقضية الفلسطينية المحقة".

وحمل آباء المجمع الأنطاكي المقدس أبناءهم في الوطن وبلاد الانتشار في "صلواتهم ويضرعون إلى إله الرحمة والرأفة أن يفتقد العالم برحمته وأن يغمر أرض الشرق بالسلام ليزول الحزن عن الوجوه وتعم المسرة".