شددت اوساط "الديار" على ان "الأزمة التي فجرها سقوط التسوية المحلية الأخيرة في لبنان جاءت في سياق الوضع الاقليمي المأزوم ، حيث من الواضح أن اسقاط هذه التسوية يأتي في سياق ارتدادات وانعكاسات الصراع الإقليمي - الدولي الدائر في سوريا، والذي يشهد تزاحما وتنافسا وتسابقا في تجميع أوراق القوة التي يدخل من ضمنها أن يكون لبنان بأزماته المتفاقمة ورقة تستخدم ساحته في بازار الحلول والتسويات".
وأكدت المعلومات الدبلوماسية المتداولة أنه من ضمن أكثر الأوراق خطورة التي يسعى البعض لاستخدامها في صراعاته الاقليمية الكبرى، هو استخدام الساحة اللبنانية للتصعيد ضد حزب الله داخل لبنان خصوصا ان ما نقل من معلومات عن أروقة بعض الاجتماعات التي عقدت خلال الايام الماضية في بعض العواصم الإقليمية المعادية لحزب الله وسياساته في سوريا يؤشر الى أن تلك القوى الاقليمية تضع في حساباتها ومخططاتها امكانية تفجير الوضع اللبناني برمته كورقة تستخدم في وجه حزب الله التي تحمله تلك القوى بشكل مباشر مسؤولية فشل مخططاتها وسياساتها في سوريا والعراق واليمن وحتى في الداخل اللبناني.
وأشارت الأوساط عينها الى ان سلوكيات تلك القوى من ناحية منع رعاياها من السفر إلى لبنان هو مؤشر يدل على نوايا مبيتة سيئة تجاه أمن واستقرار لبنان وسلمه الاهلي ، كما ان السلوكيات السلبية لحلفاء تلك القوى في الداخل اللبناني تحمل ما يكفي من مؤشرات بأن تلك القوى لم تعد معنية بالخطوط الحمراء التي لا تمس بالإستقرار اللبناني الذي تحميه معادلات الحوار من جهة وتركيبة الحكومة السلامية من ناحية أخرى، فسلوكيات حلفاء تلك القوى المتهورة والمتمثلة برفض التسوية التي كانت تهدف إلى إعادة احياء العمل الحكومي والتشريعي، بالإضافة إلى الخطاب والممارسات التي تسهدف استفزاز القيادات المسيحية الوازنة وقواعدها الشعبية، والمعطوفة على الحملات المذهبية التحريضية ضد المقاومة وشارعها وجماهيرها من دون وازع او رادع لا يدل سوى على ان البلاد ذاهبة تدريجيا نحو احداث كبرى شبيهة بأحداث 7 آيار وقد تكون أوسع وأشمل وأطول على صعيد اشتعال الوضع اللبناني وغرق البلاد والعباد في آتون الفوضى التي لا يعلم أحد مدى عواقبها الوخيمة على مستقبل وجود لبنان وأمنه واستقراره وسيادته واستقلاله.".