ذكرت صحيفة "الشرق" القطرية أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يستعد لزيارة المنطقة في الأيام القادمة في محاولة أميركية لتهدئة الأوضاع المتفجرة في الأراضي الفلسطينية إثر اندلاع انتفاضة القدس لمواجهة العدوان المستمر لاسرائيل على المسجد الأقصى وانتهاك حرمته في إطار مخطط إسرائيلي مفضوح لتقسيم المسجد، لافتةً إلى أن كيري الذي وصلت مفاوضات حل الدولتين في عهده الى طريق مسدود، لا يبدو أنّه سيصادف حظا في مهمته، ذلك أن الانتفاضة الحالية يقودها جيل جديد لا يأتمر بأمر السلطة الفلسطينية ولا المؤسسات التقليدية القديمة.
وأفادت عن أن "حراك هذه الانتفاضة التي قدم فيها الشعب الفلسطيني 33 قتيلا، بينهم 7 أطفال في مواجهاته اليومية مع اسرائيل تجاوز خطابات القادة العاجزين الى الفعل على الأرض للتصدي للعدوان الاسرائيلي وغطرسته وانتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطيني بعد أن تراكمت المظالم في ظل صمت وتواطؤ دولي مفضوح"، لافتةً إلى أنّه "ليس من سبيل امام الفصائل الفلسطينية اليوم سوى التحرك الى الأمام من أجل إنهاء مرحلة الانقسام وتحقيق الوحدة لقيادة المقاومة الشعبية وإدارة الانتفاضة حتى تحقق اهدافها في حماية المقدسات ورفع الحصار وإنهاء الاحتلال، وإن الامة العربية والإسلامية شعوبا وحكومات مطالبة أيضا بتقديم كافة أشكال الدعم والعون لانتفاضة الشعب الفلسطيني والضغط بكافة السبل والوسائل على الاحتلال الإسرائيلي".
وأشارت إلى أنّه "لقد حذر العقلاء في المنطقة من أن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية، مع غياب أي أفق للتوصل الى حل عادل وشامل ونهائي للقضية الفلسطينية كلها ستؤدي الى انفجار الأوضاع في المنطقة والتي تعاني أصلا من اضطرابات ونزاعات دموية وحروب في أكثر من دولة"، لافتةً إلى أنّه "في ظل هذه الأسباب كان اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة واردا في أي لحظة لكن الجديد في انتفاضة القدس الحالية أنها تمثل رسالة من الشعب الفلسطيني للسلطة ولمنظمة التحرير قبل الاحتلال الإسرائيلي مفادها أن الرهان على خيار واحد، لم يعد خيارا".