اعتبر النائب السابق إميل إميل لحود أن لبنان دخل في "كوما سياسية" منذ قرر النأي بالنفس عمّا يجري في سوريا، باعتبار ان ما يجري هناك لم يكن يومًا موضوعًا داخليًا سوريًا بل قضية محاور تتنافس بعد سقوط مبدأ السيطرة الأميركية الأحادية على العالم وبروز دور روسيا والصين ودول البراكس، لافتاً الى ان سياسة "النأي بالنفس" والتي انتهجتها الحكومة وقتها "هي بمثابة خيانة بمقابل وفاء سوريا ووقوفها الى جانبنا في اي هجوم او عدو تعرض لنا".
وتساءل لحود في حديث لـ"النشرة": "الا يخجل دعاة النأي بالنفس اليوم من دخول روسيا الى الحرب السورية بآلتها التكنولوجية الكبرى لاقتناعها بأن مواجهتها للارهاب تفيدها، فيما نحن في لبنان لا نزال ننأى بأنفسنا؟" وقال: "المطلوب منا اليوم الالتحاق بالمحور المنتصر، لأن مصلحتنا تقضي أن نكون جزءًا فعّالاً في هذه الحرب، ولعل المقاومة وحدها هي التي تقوم بدور الدولة اللبنانية وقد حمت لبنان من خلال خوضها الحرب الاستباقية هناك..." وأضاف: "على الأقل هناك طرف في البلد قام بواجباته في هذه المعركة".
نحن بصدد حرب عالمية ثالثة
ورأى لحود أن الحرب التي تخاض اليوم هي "حرب عالمية ثالثة معنوية وعسكرية في بعض النقاط الساخنة، باعتبار أن الأفرقاء الدوليين هم اوعى بكثير اليوم من توريط العالم كله في مزيد من الدماء"، لافتا الى ان "اعتراف العالم ككل بأن المجموعات التي تحاربها الدولة السورية هي مجموعات ارهابية خطوة كبيرة باتجاه الانتصار المضمون والمؤجل قليلا نتيجة استمرار تدفق المليارات والسلاح".
وأسف لحود لكون لبنان استخدم طوال المرحلة الماضية "منصة وثكنة للمسلحين"، وتساءل: "ألا يزال هناك من يتذكر باخرة لطف الله2 والخلايا الارهابية الكثيرة التي ألقي القبض عليها طوال السنوات الـ4 الماضية؟ أهناك من يتذكر أنّ سعوديًا فجّر نفسه في فندق في العاصمة بيروت؟" وأضاف: "أما أكثر ما يثير الامتعاض فهو ان معظم الساسة اللبنانيين المعروفين لكون لحم أكتافهم وأموالهم وعزهم قام بدعم من السوريين انقلبوا عليهم، ولعلنا لن ننتظر طويلا لنراهم ينقلبون مجدّدًا ويسعون للالتحاق بالمركب المنتصر بعد غرق مركبهم الخاسر".
سيطرحون انتخاب رئيس من 8 آذار
وتطرق لحود للملف اللبناني، معتبرا اننا نعيش في "دولة ترقيع حيث كل ما يسيّر هذه الدولة غير قانوني او دستوري انطلاقا من مجلس النواب الممدد لنفسه مرتين وصولا للحكومة التي تسيرها هرطقات دستورية"، وأضاف: "هي دولة الاجتهادات الطائفية بامتياز وبالتالي المطلوب الانصراف لحل المشكلة من اساساتها وبالتحديد من خلال اقرار قانون جديد للانتخاب يعتمد الدائرة الواحدة والنسبية لاستئصال الطائفية المتجذرة في النفوس ما يؤدي لانتخاب أشخاص وطنيين حقيقيين".
وشدّد لحود على أنّه في كل دول العالم التي تتعرض لأزمات مماثلة للأزمة اللبنانية، يتم اللجوء لاستفتاء شعبي لاتخاذ قرارات بمواضيع جوهرية كالتعديلات الدستورية، "لكن هنا في لبنان من يرفض الاحتكام للشعب لاقتناعه بأنّه خسر الأكثرية حتى ولو اعتمدنا مجددا قانون انتخاب العام 2009، فالدعم المالي لتيار المستقبل والجو الدولي الضاغط غير متوافر، ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري الولد المدلل للسعودية ما عاد كذلك، ولعله وبدل أن يستقبله جمهوره لدى عودته الى بيروت سيستقبله موظفو شركاته بالتظاهرات للضغط عليه لدفع رواتبهم المتراكمة منذ 7 أشهر".
وقال لحود: "من الطبيعي أن تسعى قوى 14 آذار اليوم للهروب الى الامام من خلال تسويق تسوية تقول بانتخاب رئيس للبلاد من قوى 8 آذار واذا أمكن غير رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون مقابل تعيين سعد الحريري رئيسا للحكومة، علما اننا نتمسك بما أعلناه منذ اول يوم لتفاقم الازمة السياسية ولما عاد وأكده العماد عون مؤخرا لجهة التأكيد على ان مدخل الحل هو الانتخابات النيابية".