أكد أمين سر مجلس الشعب السوري خالد العبود إن "زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى العاصمة الروسية، جاءت وفق ضرورات المرحلة الحالية التي تتسم بإنها مرحلة المواجهة الكبرى، فالمرحلة الحالية تفرض حاجة جلوس الحلفاء إلى طاولة الحوار".
واظهر العبود في حديث خاص لوكالة أنباء فارس، إن "الحوارات التي جرت بعيدا عن البروتوكولات السياسية والحديث الإعلامي، كانت تتركز على أربع ملفات أساسية هي الملف العسكري بكون الرئيس الأسد هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة في سوريا وبيده كامل هذا الملف، ومن ثم الملف السياسي بكونه رأس هرم الدولة دستوريا وبيده كامل الملف السياسي في سوريا، إضافة إلى الملفين الاستخباري والاقتصادي، وبالتالي لابد من الذهاب إلى موسكو حاملاً معه هذه الملفات، ولابد من أن تكون النقاشات التي حدثت هي إتمام الاتفاق على التفاصيل الدقيقة، فالخطوط العريضة متفق عليها بشكل مطلق بين موسكو ودمشق".
ولفت العبود إلى أن "الزيارة لايمكن أن تكون مفاجئة للأطراف الدولية التي تبني سياساتها على الإلمام بمجريات الملف السوري خصوصاً، والملفات الدولية عموماً، وأما الأطياف التي تبني سياساتها على أساس التنبؤ والتخمين من الطبيعي أن تتفاجأ، خاصة وإن هذه الأطياف أصلا لاتمتلك مقومات لبناء سياسة وإعلام سياسي واعي ومتزن في المسار"، لافتاً إلى أن "الحديث حول احتمال انعقاد لقاءات بين الرئيس الأسد والمستشارة الألمانية أو الرئيس الفرنسي غير منطقي حالياً، لأن اللحظة السياسية الملائمة لمثل هذه اللقاءات، والمناخ السياسي الموازي لمثل هذه اللقاءات لم يحن بعد، خاصة وإننا هنا نتحدث عن علاقات سياسية وليس علاقات عامة تقوم على المشاعر"، موضحاً أنه "في حال حدوث هذه الاجتماعات سيكون الملف السوري قد نضج ووصل إلى مرحلة إتمام الاتفاقات الكبرى، وهذا الحديث من المبكر الذهاب إليه".
واوضح العبود إن "اللقاء الذي سيجمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزراء خارجية السعودية وتركيا وأميركا، سيكون لمناقشة السيناريو الذي يجب أن يظهر من خلاله التحالف الدولي الذي دعا إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمحاربة الإرهاب، ﻷن هذا التحالف هو المقدمة الحقيقية لإنهاء الأزمة السورية، فبدلا من ظهور باراك أوباما بصورة الفاشل في إدارة الملفات السياسية في الشرق الأوسط، ستظهر واشنطن على إنها عملت على محاربة الإرهاب، وبدلا من ظهور التركي والسعودي بصورة المهزوم سياسيا وعسكريا في سوريا، ستكون الصورة على إن أردوغان وآل سعود عملا على مواجهة الإرهاب في المنطقة، وسيكون داعش وسواه من الميليشيات المسلحة هو الشماعة التي تعلق عليها هذه الدول هزائمها في الملف السوري".
وسخر العبود من "التهديدات القطرية للدولة السورية بالتدخل العسكري المباشر، متسائلاً: "كيف للقطري أن يحقق ما عجز عنه سادته في واشنطن؟"، موضحاً إن "الحكومة القطرية تعمل على إيجاد مكان لنفسها في ناتج زمن ما بعد الإرهاب، فخارطة المنطقة على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي ستكون في زمن ما بعد الأزمة السورية مرسومة من قبل الحلفاء المنتصرين والمقصود هنا تحديدا كل من روسيا وإيران وسوريا، وبالتالي لابد للقطريين من رفع سقف إعلامهم السياسي من خلال التهديد بالتدخل العسكري، إلا أن الدوحة تعلم تماما إنه ليس لها قوة على مواجهة القوات السورية لا جواً ولا براً، لكن يمكن القول إنها يمكن أن تصعد من دعمها للإرهاب، ولكن لسان حال السوريين في مثل هذه الحالة سيقول: ما الجديد؟".
وشدد العبود على أن "عنوان المرحلة القادمة سيكون رسم سيناريو خروج الدول المتورطة بدعم الإرهاب نحو محاربة هذا الإرهاب، ولابد من التأكيد على إن التغيرات في الملف السوري حصلت بالفعل، والدليل على ذلك إن الرئيس الروسي اتصل مباشرة بعد زيارة الرئيس الأسد بكل العواصم المعنية بالملف السوري، وخصوصا داعمي الإرهاب، في تركيا والسعودية والأردن، لكن ما يؤخر ظهور هذه التحولات إلى العلن، هو المسار السياسي الذي يجب أن تجري خلاله هذه التحولات لتبدو منطقية، وهذا المسار هو الدعوة التي أطلقها بوتين لتشكيل جبهة عريضة لمحاربة الإرهاب والتي اسميت بـ "معجزة بوتين".