كثيرة هي ​الأمراض​ التي قد يصادف ظهورها هذا العام، فبالاضافة الى الزكام وغيره من التي يتحضّر لها المواطنون بداية فصل الشتاء، هناك مخاوف من الكوليرا(1) التي قد تعود الى الحياة من جديد خصوصًا مع استفحال أزمة النفايات في ظل الشلل الحكومي والعجز عن معالجة أبسط الأمور.

مؤخرا، عادت الكوليرا لتنتشر في عدد من المدن العراقية وسجلت أكثر من خمسين إصابة أدت الى وفاة بعضهم، كذلك ظهرت لدى وزارة الصحة العالمية مخاوف من تفشي هذا الوباء في سوريا بسبب المياه غير النظيفة نتيجة الحرب الجارية.

أما في لبنان فخطر الكوليرا موجود بنسب ضئيلة بحسب طبيب الإلتهابات ​بيار أبي حنا​، وهو لا يعد خطرا داهماً نظراً للمنظومة الصحية التي لا تزال تعتبر جيدة"، شارحاً أنها "تصيب الشعوب نتيجة حدوث الزلازل والكوارث الصحية التي تحصل في العالم فتتداخل مياه الصرف الصحي مع تلك المستهلكة بشريًّا فتتلوث، ومعها يمكن أن تظهر بعض حالات الكوليرا وفي حال لم تعالج قد تنتشر".

واعتبر أبي حنا أن "الوضع متماسك ولكن الخوف هو من مخيمات اللاجئين حيث النظافة غائبة تماماً وهذا ما يؤدي الى الإصابة بالكوليرا".

الأعراض وسبل العلاج

من أبرز الأعراض اصابة المريض بإسهال شديد. هذا ما يؤكده أبي حنا، لافتاً الى أن هذا الامر "يؤدي الى فقدان الأملاح والعناصر المختلفة الموجودة في الجسم، ويسبب له التقيؤ المستمر وآلاماً حادة في البطن تترافق مع الدخول المتكرر الى المرحاض". ويشير الى أن "العلاج سهل ويكمن بشكل أساسي عبر إعطاء الأدوية المضادة للإلتهابات كما والإكثار من شرب المياه واللجوء الى وضع المريض في مكان عازل حتى لا ينقل العدوى الى سواه". ويشرح أنه "في حال عولج المريض فوراً فإن نسبة الشفاء تكون مرتفعة، وإذا أهمل فإن ذلك قد يؤدي الى وفاته عقب ظهور الأعراض مباشرةً".

للكوليرا لقاح ولو كانت كمياته ليست بكافية. هذا ما يشير اليه أبي حنا، لافتا الى أن "منظمة الصحة العالمية تضع كميات منه بتصرف البلدان التي تحدث فيها الكوارث في حال وجود خطر شديد من انتشاره".

في المحصلة لا تزال الكوليرا بعيدة عن اللبنانيين بسبب النظام الصحي الجيّد. أما التأخّر والمماطلة والعجز في معالجة أزمة النفايات فقد ينذر بخطر داهم!

تقرير ​باسكال أبو نادر

(1)الكوليرا هي بكتيريا تصيب الأمعاء وتحدث نتيجة تناول طعام غير صالح أو شرب أو استحمام بمياه ملوثة. وهي تفرز نوعاً من التوكسين.