حذر رئيس دائرة العالم المسيحي في منظمة التحرير الفلسطينية الأب مانويل مسلم من إفشال الانتفاضة الفلسطينية القائمة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، على غرار ما حدث في الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية، إذ إنها أفشلت رغم تحقيقها بعض المكاسب، على حد قوله، لافتاً إلى أن هنالك خطرًا يكمن في ما وراء الانتفاضة إذا لم تحقق أهدافها في ظل عدم وجود إدارة حقيقة وتنظيم لها حتى الآن.
وفي حديث خاص إلى مراسل "النشرة" في فلسطين، محمد فروانة، أكّد الأب مسلم ضرورة استمرار وتقدم الانتفاضة بشكل أكبر مما عليه الآن، بحيث تشمل كل أطياف الشعب الفلسطيني، ولا تقتصر على بعض الشباب الفلسطيني، مشيراً إلى أنها "يجب أن تشمل كل فلسطين في مختلف الأراضي الفلسطينية والداخل والخارج".
وأوضح الأب مسلم أن الانتفاضة يجب أن تغير العالم الذي يحيط بها، ولا تقتصر على فلسطين فقط، وتنتقل إلى أبعد من فلسطين بكثير، حتى يكون الشعب الفلسطيني كله ثائرًا وفي مسيرة تحرير من أجل القدس والمقدسات وليس كما يجري الآن، من حالة مد وجزر، وأضاف: "ما يجري الآن مرعب ومخيف، فنحن قدمنا أكثر من 70 شابًا من فلسطين، وهذا لا يكفي، إذ أن النار إذا لم تشتعل وتواجه من يواجهها ستنقلب وتوجه إلى الذي أشعلها" حسب قوله.
نريد خريطة طريق واضحة
واعتبر الأب مانويل مسلم، وهو عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أيضاً، أن الشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل أكثر من هكذا احتلال، لافتاً إلى أن في العالم وقاحة خارقة العادة، "رغم أننا لأكثر من ستين عاماً تحت الاحتلال، وأكثر من عشرين عاماً في مفاوضات مع الاحتلال، إلا أننا لا زلنا نعاني من هذا الاحتلال الغاصب، الذي سلب الأرض وقتل البشر والحجر، ولا يزال يمعن في استهداف أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان". وتابع: "هم يحاوروننا ويعتدون علينا، ولنا الحق أنّ نقاوم المحتل بكل الوسائل المشروعة والمتاحة".
وفي ظل الحديث في أوساط الإعلام الإسرائيلي عن ووجود اتفاق لاستمرار المفاوضات بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني، رغم نفي الأخير، قال الأب مسلم، أن المفاوضات يجب أن تكمل طريقها ويجب أن تستمر حتى نحصل على ما نريد كشعب فلسطيني له الحق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ونيل كل حقوقه.
واعتبر مسلم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ترك موضوع العودة إلى المفاوضات ليجبر "إسرائيل" على وضع ورقة عمل واضحة وفق خطة طريق محددة تلتزم بها في ما يتعلق بإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأضاف: "يجب أن نعطي الرئيس محمود عباس علامة متميزة في ذكائه ومعاملاته مع الاسرائيليين، هو يريد منهم أن يجلسوا على طاولة المفاوضات ويضعوا أمامه خارطة طريق واضحة المعالم، وحتى الآن اسرائيل لم تضع أي ورقة عمل رسمية أمام المفاوض الفلسطيني".