حذّر مسؤولون ورجال دين مسيحيون من انفجار الأوضاع أكثر في فلسطين، في ظل استمرار عمليات القتل والاعتداءات والاقتحامات والاعتقالات للفلسطينيين في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، والأراضي المحتلة عام 1948، وعدم وجود حل سياسي ينهي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
وفي أحاديث منفصلة مع "النشرة"، اعتبر هؤلاء أن أفعال قوات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته الوحشية تجاه الفلسطينيين ستشعل الأوضاع أكثر، وتؤدي إلى مزيد من القمع في ظل "الفاشية" التي تمارسها إسرائيل تجاه الفلسطينيين، ما يتطلب حلاً سياسياً ينهي الاحتلال ويحقق طموحات الشعب الفلسطيني ويقر حقوقه في إقامة دولته المستقلة ومصيره المفقود.
غضبٌ ويأسٌ...
وفي هذا السياق، يرى النائب البطريركي للاتين في القدس المطران وليم شوملي أن حالة الغضب واليأس التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خصوصاً بعد فشل عملية السلام وانسداد الأفق السياسي، تتطلب حلاُ دولياً مقبولاً ينهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وفي حديث إلى "النشرة"، يشير المطران شوملي إلى أنّ ما يحدث عبارة عن ردود فعل يائسة على الوضع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون، والجيل الذي ولد بعد اتفاقية "أوسلو" وأصبح يشاهد الظلم والقتل والبؤس وغياب المستقبل والآفق السياسي للبلاد.
ويلفت المطران شوملي إلى أنّ الشباب الفلسطيني يائس، معبراً عن أمله في أن تتوصل الولايات المتحدة الأمريكية إلى حلّ سياسي، وتفكر جيداً في عملية السلام في الوقت الذي فشلت فيه المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية. ويقول: "يجب أن يُفرَض حلٌ سياسيٌ على الطرفين بناءً على الشرعية الدولية، وإلا سنبقى نتفاوض في دائرة مفرغة، وبكل تأكيد هذا يشعل فتيل العنف من جديد".
المقاومة ستستمرّ!
من جهته، يؤكد الرئيس الروحي لكنائس رام الله واللواء الأب إلياس عوّاد أن أساليب الاحتلال الإسرائيلي القمعية والتي تترجم من خلال عمليات القتل وإقامة الحواجز في مختلف المدن الفلسطينية، إضافة إلى اقتحام الأحياء والبلدات، ولدت حالة من الضغط والاضطهاد لدى الفلسطينيين، ما يعني أن الشعب سينفجر أكثر ويرفع صوته طالما بقي الوضع الحالي على حاله.
وفي حديث لأ"النشرة"، يجزم الأب عواد أن الاحتلال الإسرائيلي لن ينعم بالأمن والأمان وهو يحتل الأرض الفلسطينية ويقتل أبناءها، ويمارس أبشع جرائم القتل والعنصرية ويسلب الأرض والهوية، لافتاً إلى أنّ "الشعب مضغوط وحريته مضطهدة".
ويوضح عواد أن الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي ما زال تحت الاحتلال، وهو الشعب الذي يشعر أنه مضطهد وحقوقه مسلوبة، مشيراً إلى ضرورة إنهاء الاحتلال وعلى الإسرائيلي أن يفكر جيداً في ما يفعل ويعطي الشعب الفلسطيني حقوقه، كي يقيم دولته بعاصمتها القدس الشريف، على أن تكون دولة مستقلة حرة.
ويعتبر الأب عواد أن كل أشكال المقاومة الحالية والهبة الشعبية المتواصلة التي يخوضها الشعب الفلسطيني، ستستمر إلى أنّ تتحقق آمال وطموحات الشعب بالحرية والاستقلال، وحقه في تقرير مصيره.
ردة الفعل ستتسع
من جهته، يشدّد الأمين العام للتجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة ديمتري دلياني على أن ردة فعل الشعب الفلسطيني على ممارسات الاحتلال الوحشية أصبحت تتفاقم وتتضاعف أكثر وأكثر، لافتاً إلى أنّه طالما بقي الاحتلال فالمقاومة باقية بطبيعة الحال.
وفي حديث إلى "النشرة"، يوضح دلياني أن "إسرائيل" تمارس العقاب الجماعي تجاه أحياء ومدن كاملة في الضفة الغربية المحتلة والقدس، إضافة إلى الإعدامات التي تجري على مدار الساعة، ما يعني أن ردة فعل الفلسطينيين تجاه كل هذه الأفعال اللاإنسانية ستكون أكبر.
ويؤكد أن ممارسات الاحتلال ستوسع من دائرة المشاركين في الهبة الشعبية، لأن عدد المتضررين من عمليات القمع يزيد، وبالتالي فإن عملية رد الفعل ستكون أكبر وأوسع من ناحية العدد وهذا ما يترجم يومياً في مختلف ساحات المواجهة مع قوات الاحتلال الاسرائيلي.
ويضيف دلياني: "إسرائيل حبست الفلسطينيين في أحيائها في القدس، ومنعتهم من الوصول إلى المدينة، هي دولة فاشية تمارس العقاب الجماعي وعلى إثر ذلك تتسع مساحة الموجهات".
هكذا إذاً، إذا كان الفلسطينيون يجمعون على أمرٍ في هذه المرحلة، فهو على ضرورة مواجهة "إسرائيل" بشتّى الوسائل، خصوصًا بعدما أثبتت المفاوضات عدم نجاعتها، لتصبح المعادلة واضحة: كلما واصل العدو قمعه وإجرامه، كلما ازدادت المقاومة قوة وصلابة...