اعتبر عضو لجنة الشؤون السياسية في "تيار المردة" المحامي شادي سعد أنّ "التفجير الارهابي" الذي استهدف منطقةبرج البراجنة "مؤلمٌ ومُبْكٍ ولا يَنْفَعُ معه تقديم العزاء فقط بل علينا مواجهة مسبّباتِهِ"، لافتاً إلى "هذا التفجير والخرق الامني اكبر دليل على ان ما كان يقال عن حرص دولي لتحييد لبنان عن حرائق المنطقة ليس سوى وهم ولا مظلة فوق لبنان... وامام هذا الواقع لا بد ان نؤكد ان التحييد الحقيقي للبنان يمر عبر تسوية شاملة تكون مرتكزة على اساس وطني صلب، علما اننا نعتقد ان الفرصة مؤاتية اليوم لحل شامل".
وشدّد سعد في حديث لـ"النشرة" على ان التباين الذي حصل في المرحلة الأخيرة بينهم وبين التيار الوطني الحر "ليس على الاهداف بل على الاسلوب"، لافتا الى أن "المردة" تعتبر أن "الغاية ليست بادراج 18 مشروع قانون انتخابي على جدول أعمال جلسة تشريعية، بل المرجلة أن نتفق على القانون الانتخابي الافضل وان نستطيع اقراره".
وأشار سعد الى ان تياره بطبيعته يبتعد عن "الخطاب الشعبوي، باعتبار ان كل الكلام يبقى كلاما، والتعهدات والالتزامات اختبرناها في لبنان وهناك أطراف لم تلتزم يوماً ولن تلتزم بما تعهدت به". وقال:"لذلك نحن لدينا ثوابت الكل يعرفها ولا نقبل أن يمس بها أحد."
المطلوب اتفاق المسيحيين ايجابيا
واذ أكّد ترحيب "المردة" بكل تقارب مسيحي - مسيحي واعتباره أن هذا الأمر صحي في كل الظروف فكم بالحري الآن في هذا الظرف العصيب اقليمياً ووطنياً، أعرب عن أمله من أن ننتهي من زمن "الاتفاق السلبي"، فيتفق المسيحيون "ايجابياً"، "لانه حينها نكون قد خرجنا من زمن الانقسام المريض".
واعتبر سعد ان "الاتفاق الايجابي يعني أن نتفق على مشروع موحد للقانون الانتخابي ونذهب لاقراره ويكون هذا القانون منصفاً للمسيحيين وأن يكون وطني وجامع، الا اننا نسأل الذين خونوا المرده اول من امس واتهموننا بمسيحيتنا هل يذكرون من طيّر جلسة اقرار القانون الانتخابي حين كنا قاب قوسين او ادنى من تمرير مشروع اللقاء الارثوذكسي؟" وأضاف: "المردة اذا سكتت على التجني الذي طالنا من بعض الجهات ليس من باب الضعف بل من باب الحرص، فيكفي المسيحيين مزايدات".
واردف: "نحن اليوم امام تحد حقيقي، وخاصة التيار والقوات، بعد ان تم ادراج بند مناقشة القانون الانتخاب، ووصفوه انه انتصار، أي قانون يريدون؟ وعلى ماذا سيتفقون؟ وهل سيتراجع البعض حين تدق ساعة الحقيقة وساعة التصويت في المجلس النيابي كما حصل في السابق؟"
ورأى ان "الايام المقبلة كفيلة بإنصافنا، ونحن منذ اليوم نقول أن مشروع الدوائر 15 مع النسبية وافقت عليه الاحزاب المسيحية مجتمعة في بكركي ويحظى بمباركة عدة اطراف اخرين، فلماذا لا يتم طرحه فيظهر حينها الخيط الابيض من الخيط الاسود، ويظهر حينها الحريص على الحقوق المسيحية والحريص على الاصلاح السياسي القائم على اعتماد النظام النسبي؟"
لا دين لأحد علينا
وتطرق سعد للعلاقة مع "التيار الوطني الحر"، مشددا على ان رئيسي تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية "صاحب مبدأ وكلمته كحد السيف، وهو منذ اليوم الاول حدد موقفه مع انتخاب رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وكرر هذا الموقف الاف المرات حتى عيرنا البعض بهذا الامر"، لافتا الى ان موقفه "نابع من منطلق اخلاقي وسياسي، ولا يوجد أي التزام آخر بهذا الخصوص. فنحن كمرده لا دين لأحد علينا وليكن هذا الموضوع واضحاً للجميع".
واستغرب سعد "تشغيل ماكينة منظمة لمهاجمتنا في الأيام السابقة، فهل المطلوب ليرتاح البعض أن يتخلى سليمان فرنجيه عن مارونيته؟"وقال: "نحن نؤمن أن لكل مرحلة ظرفها وشخصها وحين يكون الجو مؤاتياً لانتخاب شخص ما لن ينتخب غيره. نحن مع الجنرال الى حين يقرر انه لم يعد مرشح وفي حال كان لنا حظوظ بعدها فهذا حق لنا. فكفى تصويب علينا من هذه الزاوية".
أوراق تحسم لمصلحة فريقنا
وعن الملف الاقليمي، قال سعد انه "تم ادخال منطقة الشرق الاوسط والخليج في نفق. وللاسف هناك من سار في هذا المشروع مدفوعاً بالاحقاد الشخصية". وأضاف: "لقد تم تدمير الحضارة وتهجير الناس وقتل مئات الالاف تحت شعار الديمقراطية.. هناك من تآمر وهناك من رضخ وهناك من واجه، والتاريخ يثبت دائماً ان المنتصر في الحرب هو من يقاوم ويواجه".
واعتبر أن "الازمات طويلة انما بدأت الامور تتوضح وهناك العديد من الاوراق تسحب لمصلحة فريقنا. فصحيح ان الحسم النهائي بحاجة لوقت انما بدأت تلوح في الأفق بشائر عديدة".
النزوح السوري قنبلة موقوتة
وتطرق سعد للوضع الاجتماعي، فاعتبر أن هناك مواضيع ملحة تعني المواطن اللبناني اكثر من الاختلافات الاستراتيجية والاقليمية، "فمن المعيب مثلا أن نصل في ملف النفايات الى هذا المكان، ومن المؤسف ان يتراجع مستوى الخدمات في لبنان الى ادنى مستويات". وقال: "نحن نواجه اكبر خطر حقيقي منذ عشرات السنين وهو النزوح السوري الذي تخطى كافة المعدلات، ونحن نجد ان هذا الموضوع ما زال هامشياً في حسابات البعض... علما اننا قد نكون امام قنبلة موقوتة على كافة الاصعدة. فالتحدي الاقتصادي لا يقل شأناً عن التحدي السياسي. فأي سياسة يعتمدها لبنان؟ كيف سنواجه هذا الامر مستقبلاً وكيف سنحمي لبنان؟ المردة لديها رؤية واضحة يمكن أن تتحول تقنياً الى مشروع متكامل عبّر عنه رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجيه في آخر اطلالة. نحن نأمل أن نتفق على حل فهنا التحدي الكبير".