اعتبر رئيس الهيئة القيادية العليا في حركة "فتح" يحيى رباح أن التفجير الذي وقع في منطقةبرج البراجنة بالضاحية الجنوبية جاء ضمن فوضى الأحداث الكبيرة في المنطقة، مشيراً إلى أنه مدبر ومقصود من قبل قوى دولية وبعض القوى الإقليمية، ومن بينها "إسرائيل" التي تتمتع بعلاقات خفية تربطها ببعض أطراف الصراع الدائر في المنطقة.
وفي حديث خاص إلى مراسل "النشرة" في فلسطين، محمد فروانة، قال رباح إن من قام بالتفجير الإرهابي المجرم، هم مجموعات الإسلام السياسي بتغطية من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي إذ أنهم يغطون بعضهم البعض في مثل هذه الأفعال الإجرامية الدنيئة، والتي هي معادية للشعب اللبناني والفلسطيني على حد سواء.
وأكد القيادي رباح أن ما حدث يؤكد أن اللبنانيين والفلسطينيين مستهدفون، في الوقت الذي ما زال فيه العالم يتحدث بمنطق الدعوة لتحديد من هم الإرهابيون، مشدداً على أن الفلسطيني في سوريا ولبنان لم يكن طرفاً في هذه الأحداث، لكن "يد الإرهاب طالتنا لبنانيين وفلسطينيين، إذ أنّ الارهاب له أهداف من بينها تدمير حق عودة اللاجئين وهو جزء مهم من القضية الفلسطينية".
أهداف تدميرية
وعن موقف حركة "فتح" تجاه مختلف الأحداث الدائرة المنطقة والتي يتعلق بعضها بقضية اللاجئين الفلسطينيين، قال رباح، إن هذه الأحداث تحتاج إلى الحد الأدنى من الاتفاق العربي وليس الجهد الفلسطيني فحسب، إذ أننا نعيش في أرض الاخرين وحاول الرئيس الفلسطيني محمود عباس الطلب من العالم والمجتمع الدولي والدول الكبرى مساعدته في أن يأتي اللاجئون الفلسطينيون إلى الأراضي الفلسطينية، لكن الإيقاع الذي تسير به الأحداث يدل على أن هنالك مؤامرة كبيرة ومتسارعة في المنطقة، وما زال أمامها سنوات حتى تتفق قيادة المجتمع الدولي على حل معين يضمن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين".
وأضاف القيادي رباح: "طرف واحد لا يستطيع أن يوقف هذا التدهور والتدمير الشامل، نحن في العالم العربي وعلى الأقل النظام الاقليمي العربي يجب أن يكون لديه اتفاق على مسار معين، وحينها يمكن تخفيف الآثار السلبية لكل ما يحدث".
واعتبر رباح أن موقف القيادة السياسية الفلسطينية العليا والفصائل الفلسطينية كان متوازناً ونأوا بأنفسهم عن الانخراط في مثل هذه الأحداث الإرهابية منذ خمس سنوات، لكنّ القوى المحركة لهذه الاحداث في العالم العربي لديها بند وهو تدمير الوجود الفلسطيني في الشتات، لأن هؤلاء اللاجئين في مخيماتهم هم أصل القضية الفلسطينية.
شعب لبنان احتضننا
وفي خصوص العلاقة المشتركة بين فلسطين ولبنان، أكد رئيس الهيئة القيادية العليا، أننا والشعب اللبناني نحافظ على علاقات متميزة منذ عقود، إذ أن "الشعب اللبناني هو الذي احتضننا واحتضن ثورتنا منذ اللجوء وعندما قامت الثورة الفلسطينية لبنان دفع ثمنًا كبيرًا تجاه ردات الفعل الاسرائيلية".
وتابع رباح: "نحن نعتبر أن الشهيد اللبناني الذي استشهد في الضاحية الجنوبية مثله مثل الشهيد الفلسطيني، فاللبنانيون دفعوا من اجلنا ثمنًا كبيرًا وهم في وجداننا وعقولنا، وقلوبنا تلهج بالشكر والامتنان لهم على تحملهم، والشعب اللبناني شعب بطل قدم شهداء وتضحيات كبيرة على امتداد العقود الماضية".