اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا أنّ الأوان قد حان، بعد الأحداث الارهابية التي ضربت قلب العاصمة الفرنسية، لاستراتيجية حقيقية وفعالة لمواجهة الارهاب "تبدأ بازاحة نظام القتل في دمشق"، مشددا على "وجوب أن يكون للشعب السوري دور في هذه الاستراتيجية لضمان نجاحها، من منطلق أن ضحايا الارهاب هم أصحاب المصلحة بالقضاء عليه".
ورأى صبرا في حديث لـ"النشرة" أن هذه الاستراتيجية يجب ان تتعاطى مع ثلاثة عناصر، "ارهاب الدولة الذي يمارسه الرئيس السوري بشار الأسد، ارهاب الجماعات المختلفة، وارهاب الأفراد"، مشددا على وجوب التركيز على "مصدر الارهاب، النظام السوري، لأنّه وعدا ذلك ستبقى اي عملية في هذا الاطار قاصرة".
واذ استنكر صبرا وبشدة العمليات الارهابية التي هزت باريس، اعتبر أنّها "تعبير واضح عن انحطاط البربرية المتطرفة بأبهى مظاهرها، خاصة أنّها تتوجه ضد شعب صديق لنا، يدعم الشعب السوري وطموحاته بالحرية والكرامة".
هجوم سياسي معاكس
وأكّد صبرا أن المعارضة السورية والشعب السوري "لا يعلقان الآمال على مؤتمرات فيينا المرشحة للاستمرار بأرقام عديدة"، لافتا الى ان "هناك سبب جوهري لفشل هذه المؤتمرات لكون السوريين غير موجودين على الطاولة، تماما كما القضية السورية". وقال: "ما يسعون اليه هو تسوية بين الدول تحقق مصالحهم فيما أعمال القتل مستمرة داخل سوريا والغزاة والمحتلون يتمادون بارهابهم".
ونبّه صبرا الى أن "أخطر ما يحصل في فيينا هو أن المايسترو الروسي يفرض أوراقه على الطاولة بالادعاء أنّه يسعى لعملية سياسية، وهو بالحقيقة لا يعمل الا لتدمير اتفاق جنيف 1". وأضاف: "موسكو احتلت سوريا لأهداف اقليمية ودولية، وبعد أكثر من شهر ونصف على انطلاق عملياتها العسكرية، لم تستطع تغيير ميزان القوى على الأرض، لذلك نراها تقوم بهجوم سياسي معاكس مدعية البحث عن حل سياسي في وقت تستكتمل طائراتها قصف المواطنين السوريين الآمنين والمشافي الميدانية والجيش السوري الحر، بالرغم من قولها أنّها أتت الى سوريا لمحاربة الارهاب".
أيدي الدول تحترق
ورجّح صبرا أن تستمر الأمور على ما هي عليه، "بنوع من الكباش والمكاسرة ريثما تقول الأرض كلمتها"، معتبرا أن "أيدي جميع الدول بدأت تحترق بالملف السوري، وها هي أوروبا تغرق بسير المهاجرين والمهجرين بعدما تخطت الكارثة الانسانية حدود سوريا".
وشدد صبرا على ان "ما يجري في سوريا ثورة شعب، وبعد 5 سنوات قد حان وقت ايجاد حل سياسي، وهذا ليس من شأن أي دولة اقليمية أو عاصمة كبرى، باعتبار ان المطلوب من هذه الدول فقط احترام ارادة السوريين وملاقاة أهدافهم وطموحاتهم".
وأضاف: "لا زلنا نعول على دعم المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا وهي دول تعرف تمامًا أنّ انتصار الثورة انتصار لها، لأن الثورة وحدها قادرة على اعادة الأمن والاستقرار الى المنطقة".