ضرب الارهاب مرة أخرى في لبنان، كذلك في فرنسا، وسقط الضحايا بالعشرات في الهجومين، رغم كل الاجراءات الامنية التي يتم اتخاذها في كلا البلدين، خصوصًا لبنان الذي يجاور "داعش" الموجودة في سوريا، والتي تمّ تفعيل "خلاياها النائمة" داخل لبنان منذ فترة حسبما علمت "النشرة" من مصادر مطلعة.
وفي هذا السياق، كشفت المصادر عن تعاون استخباري غير مسبوق يحصل اليوم بين استخبارات الدول الاوروبية والاجهزة اللبنانية الامنية على اختلافها، وذلك بعد أن أصبحت الحرب على الارهاب عالمية، لافتة إلى ان ثمار هذا التعاون ظهرت في اكثر من مناسبة واخرها حسب المعلومات الوصول الى "هدف كبير" هو م. نصار، وهو سوري الجنسية مقيم منذ فترة طويلة في لبنان في بلدة عربصاليم الجنوبية ويعمل كمقاول في قطاع البناء.
وعلمت "النشرة" ان نصار، المتزوج من سورية، قد تزوج ايضا من فتاة فرنسية تقيم في مدينة النبطية الجنوبية، ونال الجنسية الفرنسية بعد زواجه منها، وهو مشتبه رئيسي بتورطه ضمن شبكة ارهابية عالمية لها علاقة بتفجيرات فرنسا والتهديدات التي وجهت الى بريطانيا وروسيا أيضا"، مع الاشارة إلى ان استخبارات الجيش اللبناني دهمت منزل نصار في عربصاليم عصر السبت الماضي واقتادت عائلته لاجراء فحوص الحمض النووي، في وقتٍ أكد مصدر من بلدة عربصاليم لـ"النشرة" ان نصار اتصل بزوجته منذ ايام مودعًا.
ورغم وجود بعض المعلومات المتضاربة حول وجود نصار اليوم بقبضة الجيش اللبناني من عدمه، يبقى ما قامت به استخبارات الجيش إنجازًا يُحسب لها ويُضاف الى سلسلة الانجازات التي تحققت بواسطتها او بواسطة الاجهزة الامنية اللبنانية، والتي استطاعت فرض الهدوء في لبنان لمدة زمنية بفضل اعتبارات ثلاث، هي أولا تفكيك معظم الخلايا الارهابية بدءا من أحمد ميقاتي ونعيم عباس وصولا اليوم الى توقيف شبكة تفجيراتبرج البراجنة، وثانيا بفضل الاجراءات الامنية التي اتخذت في عدد من المناطق اللبنانية وحدّت بشكل كبير من عملية نقل السيارات المفخخة، وأخيرا بفضل التطور العسكري الذي طرأ على منطقة الحدود اللبنانية السورية لجهة سوريا بفضل "حزب الله" في منطقتي يبرود والقلمون حيث المعامل الكبرى لتفخيخ السيارات.
ولكنّ كلّ ذلك لا يعني أنّ لا خطر على لبنان اليوم، فبحسب المعلومات التي حصلت "النشرة" عليها، فإنّ عددًا من الخلايا النائمة قد "استيقظت" والحرب ضدها قد انطلقت، والبوادر كانت في عرسال في الخامس والسادس من الشهر الحالي حيث تم استهداف اجتماع "لعلماء القلمون" وملالة للجيش اللبناني في منطقة رأس السرج على التوالي، وآخرها تفجير برج البراجنة الارهابي.
أخيرًا، وفي ظلّ كل ما يجري في العالم، فإن القرار الدولي بعدم تفجير لبنان ومساعدته في محاربة الارهاب لا يزال ساري المفعول، بل إنّ المساعدات الاميركية للجيش اللبناني ستنشط في الفترة المقبلة حسبما علمت "النشرة" بالاضافة الى التعاون الاستخباري الضخم، وكل ذلك يعني ان الارهاب لم يُخرج لبنان من مخططاته وان الايام المقبلة ستشهد مزيدا من المعارك بينه وبين الاجهزة الامنية اللبنانية ، بالاضافة الى "حزب الله" الذي أكد عبر امينه العام السيد حسن نصرالله بعد تفجير البرج انّه سيبحث عن مصدر الارهاب ويحاربه.