رأى وزير الخارجية اليمني رياض ياسين ان "كل يوم يتأكد العالم وبوضوح، حتى دول أميركا الجنوبية التي شاركت في مؤتمر القمة العربية الأخير بالرياض، أن انقلاب مناصري الحوثي وصالح عمل مرفوض ويجب مقاومته بعد استخدامهم لكل أنواع السلاح لخلق أمر واقع. وفي السابق كان لبعض الدول صورة غير واضحة بسبب بعض وسائل الإعلام التي حاولت تشويه الحقيقة ولم توضح ما هي "عاصفة الحزم" و"إعادة الامل" وكل عمليات التحالف ما هي أسبابها وماذا تستهدف. كان البعض يردد ما يقوله علي عبد الله صالح من أنه اعتداء على اليمن، وبالتالي أوضحنا للعالم كله حقيقة ما يحدث في اليمن، حيث كانت تمر بمرحلة انتقالية منها المبادرة الخليجية ثم الحوار الوطني الشامل وقرارات الأمم المتحدة، وقد وافق عليها الحوثي ثم استخدم السلاح وشن الحرب على اليمن ومن ثم كانت المعركة لإعادة الأمن والاستقرار في اليمن ولتأمين العودة والشروع في الإعمار. وبالتالي كان مؤتمر قمة الرياض فرصة للتعرف على تجارب دول أميركا الجنوبية التي حدثت بها أوضاع متشابهة، لأنه بعد العودة واستعادة الأمن سوف نذهب إلى عملية الحوار السياسي المستدام وليس مجرد التسرع في الانتقال من حوار إلى حوار يتم الانقضاض عليه وإجهاضه، بسبب ميليشيات تريد استخدام العنف والقوة لفرض الأمر الواقع".
واذ اكد ياسين في حديث صحفي ان "الموضوع اليمني دائما محل اهتمام الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من خلال متابعته الشخصية وعمل مبعوثه الخاص إسماعيل ولد شيخ".
وشدد ياسين على ان "القوات السودانية وقوات التحالف من الإمارات وقطر لها دور كبير وفعال. وقد التقيت مع وزير الخارجية السوداني وتبادلنا الآراء، وسوف يكون هناك زيادة في الأعداد والمساهمة العسكرية، وإنما في إعادة البناء، لأن المشكلة هي أن الحوثي يقوم دائما بإعادة الانتشار والعودة لاحتلال مناطق مرة أخرى، وهذا يؤكد بأن ميليشيات صالح والحوثي ليس لديهم أي أفق للحل السياسي أو نية للدخول في حوار جدي، وهذه أيضًا تعد رسائل واضحة قاموا بإرسالها للعالم بأنهم لا يخضعون لأي مساءلة أو حساب أو حتى عقاب، لذلك هي تنتقد مشاورات جنيف وترى أنه لا جدوى منها إلا إذا أعطتها حق السيطرة الكاملة على اليمن وخلق دولة داخل الدولة ولا جدوى من لذهاب إلى جنيف أو غيرها إلا إذا تمكن صالح والحوثي من بناء دولة لهم يحكمون فيها بقوة السلاح".
واشار ياسين الى ان "لا أحد يدعم الحوثي علنا وجهرا من خلال السفن المحملة بالسلاح سوى إيران، وهناك دولة عظمى تقدم لهم بعض التسهيلات أو تتعاطف معهم، واليوم أتوقع انتهاء هذا التعاطف، وكل هذا لا يشكل خطرا بالنسبة إلينا، ونحن على استعداد للحوار. والموقف الروسي يقف مع الشرعية، وفي السابق كان يتعاطف مع الحوثي في طرح غير معلن"، لافتاً الى ان "الطرح غير المعلن كان مجرد وساطة للتوفيق مع الشرعية".
اضاف: "هناك اتصالات مستمرة معنا من قبل اميركا وروسيا، وقد أكدا دائما لنا أنهما مع عودة الشرعية واستقرار اليمن وإيجاد حل سياسي وفق قرار الأمم المتحدة 2216".
واكد ياسين ان "الحكومة اليمنية تحاول ترتيب الأوضاع وإعطاء الأولوية للأمن والاستقرار وتنظيم الحياة في داخل عدن وإعادة تأهيل المؤسسات حتى نتمكن من العمل الذي يتناسب وطبيعة المرحلة التي تحتاج إلى تشكيل حكومة جديدة".
واردف: "الأمر مطروح لتشكيل حكومة جديدة تستوعب ما يحدث من تطورات، وتتناسب وطبيعة المرحلة".
واذ اكد ياسين ان "الرئيس السابق علي عبدالله صالح يعرض تصعيد الأزمة ويضاعف من قوة الحرب. وقد ظهر في السفارة الروسية باليمن، ويريد إدخال البلاد في دوامة حتى نصل إلى ما هو حاصل في سوريا، وإطالة أمد الأزمة، واستنزاف الجميع، ويعمل ضد قرارات الأمم المتحدة وأن يجعل اليمن منطقة غير مستقرة لسنوات كثيرة".
وشدد ياسين على ان "السعودية ساهمت بدور كبير في حماية اليمن ومنع دخولها في دوامة التعقيدات دون حل، والأمر الثاني هو العمل الإنساني الذي يقوم به خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حيث قام بجهود ويقوم بدور غير مسبوق في دعم ومساندة الشعب اليمني، وبعد عودة الرئيس هادي بالتأكيد نحتاج إلى جهود كثيرة، خصوصا بعد التدمير الذي قامت به ميليشيات الحوثي وصالح، واليوم الأمور بدأت تسير على الطريق الصحيح".
وفي حديث الى صحيفة "الرياض" السعودية أكد ان عودة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى اليمن "عودة دائمة، ستتخللها زيارات لبعض المناطق والدول والمدن في العالم بهدف دعم اليمن والشرعية".
ولفت الى ان "عدن لا تزال جريحة وبحاجة إلى مزيد من الوقت لاستعدادها لعودة الحكومة بشكل كلي، ولكن الأمر يستوجب أن تمارس الحكومة مهمامها الحقيقية من على الأرض، فيجب على كل المسؤولين من وزراء أو غيرهم أن يركزوا باختصاصاتهم سواء في الصحة أو الإدارة المحلية أو الاتصالات والمواصلات والنقل وغيرها من المهام".
وكشف عن نية الحكومة في فتح ديوان مؤقت لوزارة الخارجية لتمارس مهامها من داخل عدن خلال الأيام المقبلة، على أن تبدأ الحكومة في إعادة إعمار عدن ضمن اطار خطة وبرامج متكاملة وبتنسيق كامل مع السعودية والإمارات ومركز قوات التحالف، واصفا البداية بغير السهلة فما حصل ليس هجوم إرهابي عابر ولكنه هجوم كاسح لم يستثني بشر أو حجر.