لفت النائب البطريركي العام على منطقة جونيه المارونية المطران انطوان نبيل العنداري إلى أنه "في الرابع من تشرين الأول 2015، علق قداسة البابا فرنسيس، في عظة القداس الإفتتاحي لسينودس الأساقفة حول "دعوة العائلة ورسالتها في الكنيسة والعالم المعاصر، على محاور ثلاثة: العزلة، الحب بين الرجل والمرأة، والعائلة"، مشيراً إلى أنه "شارك في السينودس مائتان وسبعون أبا يحق لهم التصويت، وسبعة عشر ثنائيا بصفة مستمع وأربعة عشر مندوبا عن الكنائس الشقيقة، وثلاثة وعشرون خبيرا، وخمس وثلاثون كاهنا بمثابة معاونين. يضاف إليهم بعض المدعوين الخاصين من قبل قداسة البابا، والعاملون في أمانة سر سينودس الأساقفة والصحافة والترجمة الفورية".
وخلال ندوة صحافية في المركز الكاثوليكي للاعلام، تابع العنداري قائلا "في الأسبوع الأول سبع جلسات عامة وخمس حلقات عمل من الإثنين صباحا إلى السبت مساء. في الأسبوع الثاني ثماني جلسات عامة وخمس حلقات عمل وجلسة عامة خصصت للاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس سينودس الأساقفة 1965 - 2015. وفي الأسبوع الثالث خمس جلسات عامة وثلاث حلقات عمل. وانتهى العمل مساء يوم السبت 24 تشرين الأول بالتصويت على النص النهائي بندا بندا والذي وضع بتصرف قداسة البابا للعمل عليه وإصدار إرشاد رسولي. وما بين الأحد الأول وفيه قداس الافتتاح والأحد الثالث وفيه قداس الختام، توسطهما في الأحد الثاني قداس الاحتفال بتقديس والدي القديسة تريزيا الطفل يسوع - لوي وزيلي مرتان - مع تقديس راهبة إسبانية وكاهن إيطالي"، ومضيفاً "كانت في المجمع لفتة وصلاة من قداسة البابا إلى أحداث ومآسي الشرق الأوسط، ومع البيان النهائي لآباء السينودس صدر نداء بهذا الخصوص باسم المجتمعين".
ولفت العنداري الى انه "ظهرت في وثيقة العمل، بوضوح، الإضافات والتعديلات التي أدخلتها أمانة سر السينودس بعد أسئلة الخطوط العريضة التي استمزجت فيها الآراء والأجوبة التي أتت من كنائس العالم، وحضر قداسة البابا كل الجلسات العامة مصغيا إلى مداخلات الآباء. وفي فترة الاستراحة الصباحية كان يخالط الحضور ويشارك في الأحاديث الخاصة".
واردف العنداري "رسم قداسة البابا في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الأولى للسينودس الإطار الكنسي للعمل المجمعي. إن السينودس، كما هو معلوم، طريق نسلكه معا بروح مجمعية، معتمدين بشجاعة الغيرة الراعوية والتعليمية، الحكمة والصراحة واضعين أمام ناظرينا خير الكنيسة والعائلات وسلامة النفوس. السينودس ليس مؤتمرا، أو ندوة، وليس هو بمجلس نيابي أو مجلس شيوخ حيث يتم الاتفاق. إنه، بالمقابل، تعبيرا كنسيا، أي أن الكنيسة السائرة معا تفرأ الواقع بعين الإيمان وبحسب قلب الله؛ إنها الكنيسة التي تسائل ذاتها حول أمانتها للإيمان. إنها ليست متحفا ينظر إليه أو يحافظ عليه، لكنها نبع حي ترتوي منه لتروي وتضيء الحياة."
واشار الى ان "السينودس هو المساحة التي تختبر فيه الكنيسة عمل الروح القدس. ولا يمكن لسينودسنا أن يكون مساحة عمل الروح القدس إذا لم نلبس الشجاعة الرسولية والتواضع الإنجيلي والصلاة الواثقة".
وعن المواضيع التي تطرق إليها السينودس قال العنداري: "يمكن القول بأن وثيقة العمل التي ناقشها المجتمعون في السينودس اتبعت المعادلة المعروفة: أنظر واحكم واعمل. فالقسم الأول نظر إلى التحديات التي تواجهها العائلة، والقسم الثاني قام بعملية تمييز دعوة العائلة، والقسم الثالث - وهو القسم الراعوي - تناول رسالة العائلة".
وعن البيان المجمعي الختامي قال العنداري: "بعدما خضع هذا البيان للتصويت بندا بندا، رفع الآباء هذا البيان إلى قداسة البابا ليعد وثيقة أو إرشادا رسوليا حول العائلة إذا رأى ذلك مناسبا. ورب سائل: "هل هناك ضرورة لسينودس جديد حول العائلة بعد السينودس الذي انعقد في عهد القديس يوحنا بولس الثاني والإرشاد الرسولي في وظائف العائلة المسيحية في عالم اليوم؟ وما هو جديد هذا السينودس؟".
ورأى انه "يمكن الإجابة بأن العائلة في عالمنا مهددة في هويتها ودعوتها ورسالتها، والتحديات كثيرة، والأوضاع صعبة، والمفاهيم الأساسية ملتبسة، والإيديولوجيات الهدامة فاعلة، والتشريعات التي تنسف مفاهيم العائلة آخذة بالتنامي. فكان لا بد من مقاربة راعوية جديدة وتصويب بعض المفاهيم، وترسيخ تعليم الكنيسة وتأوينه، وتسليط الضوء على آلية المرافقة لمختلف الأوضاع العائلية استنادا إلى المعايير التي فندها الإرشاد الرسولي الذي وضعه بابا العائلة القديس يوحنا بولس الثاني".