لطالما كان التنظيم في أي عمل هو اساس لنجاحه، ولا شك أن فئة الشباب تملك اندفاعا كبيرا نحو اثبات الذات، لذلك إن اجتمعت الفئة الشابة مع التنظيم، ستكون النتيجة ممتازة. من هذا المبدأ انطلق رئيس "حركة أمل" والمجلس النيابي نبيه بري في المؤتمر العام الثالث عشر الذي عُقد العام الماضي، وتجلى هذا الامر في النتيجة التي وصل اليها حيث تُرك لبري وللقيادة أمر تعيين عناصر شابة داخل المكتب السياسي دون الالتزام بالتراتبية التنظيمية، وهكذا حصل.
في أكثر من مكان ومناسبة هذا العام بان "التطور" على أداء الحركة، فكانت البداية في 31 آب الماضي في ذكرى اخفاء الامام موسى الصدر، فالمهرجان الذي توقف "قسرا" لعامين، عاد هذا العام من بوابة النبطية ليكون بأبهى حلة، لناحية التنظيم والعمل والحشد، كذلك كان الامر في مناسبة احياء ذكرى عاشوراء، فما هو دور الشباب في قيادة "حركة أمل"؟ والى أي مدى استطاع بري من خلال وضعه ثقة كبيرة بالعنصر الشاب ان ينجح في ايصال الحركة الى الافضل؟
في هذا الاطار، يؤكد عضو المكتب السياسي في الحركة رامي نجم أن دور الشباب رافق "أمل" منذ نشأتها الى اليوم، ولكن مع فارق أن بري التفت في المؤتمر الاخير لهذا الامر وشجع على اعطاء مساحة اكبر لكوادر شابة وتسليمها مسؤوليات في الفئة الاولى للحركة. ومن جهته، يشير مسؤول المكتب التنظيمي العام في "حركة أمل" حسين طنانة الى ان الدور الذي يؤديه الشباب يتطور يوما بعد يوم، دون ان يعني ذلك ان وضعهم في سدة المسؤولية دون رعاية وتدريب وتجهيز هو أمر نافع. ويقول طنانة، الشاب الذي يبلغ 32 عاما والذي تدرج في الحركة منذ صغره، واستلم مسؤولية قسم منذ 6 أعوام، إلى ان اصبح اليوم على رأس مكتب مركزي: "ان نظام الفئات في الحركة جعلها كالمفاعل النووي الذي يخصب الشباب ويمدهم بالخبرة اللازمة والمهارات الكافية والعقيدة الضرورية لاستلام المسؤوليات والنجاح في أداء مهماتهم".
أما نجم المعيّن حديثا مديرا لكلية الاعلام في الفرع الاول بالجامعة اللبنانية، فيشير الى أنّ الحركة لم تهمل يوما دور الشباب ولكن تطور اليات العمل والمهارات والتكنولوجيا كانوا السبب الرئيسي في تقدم أداء الحركة وسبل تعاطيها مع الاحداث ومع جمهورها. ويضيف: "ان المنظومة التنظيمية لحركة أمل تطورت بحيث اصبح لكل نشاط لجنة متخصصة به تديره وتنظمه من كل الجوانب، مكونة من كادر بشري متخصص ومتعلم ويملك من التجارب ما يجعله قادرا على نقل خبرته الى داخلها، وهذا ما أدى للنتيجة الممتازة التي ظهرت في الاشهر الماضية".
كذلك الامر بالنسبة لطنانة الذي يشدد على اهمية التطور التكنولوجي في الاداء الحركي. ويقول: "ان هذا التقدم يتيح لنا تطوير اليات التواصل التنظيمي الداخلي وانتاج مواد تنظيمية ذكية ووضعها بتصرف الجمهور، وبذلك نستغني عن الحقيبة التنظيمية المملوءة بالمستندات والاوراق بقطعة ذكية رقمية مما يتيح للمسؤول ان يستفيد من المعلومات بمرونة وبالتالي تتغير كل طبيعة العمل والاداء".
كلما مر على لبنان ازمات لها علاقة بالطائفية والسياسة والافق المسدود تجد جمهور الحركة التفّ أكثر على فكرها، يقول طنانة. ويضيف: "هذا يحملنا مسؤولية بأن نعمل ونجتهد لتحسين وسائل التواصل مع الناس وتطوير العمل التنظيمي". ومما لا شك فيه ان فئة الشباب التي دخلت قيادة "أمل" منذ سبعة أشهر تقريبا قد أحدثت تغييرا نوعيا وتطورا ملحوظا في التنظيم والحشد، فهل سيتخذ بري الخطوة نفسها في ميدان العمل النيابي والوزاري؟