في اطار ورشة العمل التي اقامها المركز التربوي للبحوث والانماء في مركزه - سن الفيل حول اقتراح ومناقشة المحاور والمواضيع الحياتية تمهيداً لادخالها او لتطويرها في مشروع تطوير المناهج، لا بد من التنويه بما يسعى اليه المركز وبالطبع بتوجيهات وزير التربية الياس بوصعب في هذا الاطار، لا سيما مع التطور التكنولوجي لناحية نظام التعليم، سواء اكان ذلك على صعيد الهيكلية او في مضامين المناهج وادخال مفاهيم جديدة وطرق حديثة تواكب الثورة التكنولوجية.

انطلاقاً من كل ذلك، فان وزارة التربية سعت وما زالت الى تحديث مناهج التعليم عن طريق المركز التربوي للبحوث والانماء الذي ترأسه الدكتورة ندى عويجان التي نظمت ورشة العمل المذكورة، والتي تضمنت مناقشة المحاور المقترحة في مناهج المواد التعليمية للعام 1997 (اقتراحات تعديل) بالتعاون بين المركز، ووزارة التربية وممثلين عن المدارس الخاصة ومدارس التعليم الرسمي، وتبعها اقتراح المحاور والمواضيع الحياتية الممكن ادماجها في المناهج، والتي تقدم بها المركز وتضمنت 18 موضوعاً حيث اطلع عليها المشاركون وابدوا ملاحظاتهم حولها.

بداية افتتحت الورشة بكلمة لرئيس قسم التعليم المبرمج الاستاذ عبدو يمين في حضور عميدة كلية التربية الدكتور تيريز الهاشم وممثل عن اتحاد المدارس الكاثوليكية وممثلي التفتيش التربوي وعدد من مدراء المدارس.

وقد اكد يمين في كلمته ان المؤتمر الذي انعقد مع بداية هذا العام، كان تحت عنوان «كلنا للعلم» برعاية من وزير التربية الياس بوصعب، والذي اراده رسالة لا بل تذكيرا للجميع بان هناك عملا كبيرا على الجميع القيام به من اجل التربية، اراد ان يكون جرس انذار للجميع، بـ «ان لا تهملوا» فالسباق مع الوقت لا يرحم، والزمن، لا يفقه لغة الاعتذار. هذه الرسالة تلقفتها رئيسة المركز الدكتورة عويجان، حيث عملت على تشكيل بيئة تربوية جامعة تتعاون فيها المؤسسات التربوية وفعاليات المجتمع المدني على مواجهة تسونامي الرقمية هذا الذي يدخل بيوتنا من دون استئذان.

واضافت يمين: لم يعد ممكنا، ولا مقبولا، ان نقف متفرجين على عالم اليوم، وهو يحاول اللحاق بتطورات العصر، والكم الهائل والفائق السرعة من المستجدات التي ينتجها عصرنا الرقمي، فيما البعض، لا يقوم باي عمل لردم الهوة، وختم يمين بالقول: اننا اليوم وقبل الغد، مدعوون لان نكون على مستوى تحديات العصر، وما نقوم به في هذه الورشة، ما هو الا حلقة صغيرة، في سلسلة طويلة من الجهود التي علينا ان نرتفع بها الى مستوى هذه التحديات.

اما رئيسة المركز الدكتورة عويجان فقد اكدت في كلمتها انه تنفيذاً لمقررات المؤتمر التربوي كلنا للعلم، وفي اطار تحويل المناهج اللبنانية الى مناهج رقمية تفاعلية، فان ورشة العمل هذه تتناول اقتراحات وافكارا صادرة عن تربويين عاملين بشكل يومي في المدارس الرسمية والخاصة، ومن اساتذة جامعيين في كليات التربية التي تشاركنا هذا العمل.

واضافت: سوف تناقش هذه الاقتراحات والافكار في مقاربة عملية من اجل ادخالها في مناهجنا وتطويرها لجهة المضمون والمقاربة والانشطة، وادماج بعض المواضيع الحياتية العامة في صلبها، والغوص في المواضيع التي لا غنى عن ابقائها، والتي يمكن الاستغناء عنها، واخيرا تلك التي يمكن ادخالها الى المادة المحددة، هذه المقترحات سوف تتحول الى اوراق صالحة للنقاش ضمن لجان متخصصة لتطوير المناهج.

وتابعت عويجان: ان بعض المواضيع التي تخترق حياتنا اليومية تضغط على المجتمع ويتأثر بها التلامذة من خلال وسائط التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت ومحطات التلفزة وغيرها. وحدهم التربويون يعرفون ما يتناسب مع الفئات العمرية للمتعلمين، ويدركون اهمية كل جديد يمكن ان يخدم الناشئة، ويبعدهم عما يشكل ضرراً او يؤثر سلبا.

وختمت عويجان بالقول ان الشراكة بين القطاعين العام والخاص مع التعليم العالي، والتفتيش التربوي، هي عملية ضرورية تتبلور اطرها في كل اجتماع او ورشة عمل، على قاعدة الحوار والنقاش وتبادل الافكار.

وقد اكدت الدكتورة عويجان في حديث «للديار» ان اول ورشة عمل نظمت في ايار الماضي كانت وراء تحريك ورش العمل، حيث تبعتها ورشة عمل ثانية في تشرين الاول، والتي طرح فيها خطة النهوض التربوي لناحية الثغرات، وملامح المتعلم اي مواطن نريد، ما هي المعايير والمهارات، وتابعت عويجان انه تم العمل على المقاربات التعليمية لكن هذه الورش اعطت توصيات وليس نتائج نعمل من خلالها.

ولفتت عويجان الى ان هدف الورشة النظر الى المنهج لناحية المواضيع المطروحة، ومدى الحاجة لبقائها لان سمات المواطن التي نريدها ليس بالضرورة ان تكون على علاقة بها.

في المرحلة الثانية من الورشة سنعرض المواضيع الحياتية التي تم طرحها مع المنظمات غير الحكومية لنقف على رأي المشاركين في اهمية ادخال هذه المواضيع وبسؤالها عن الخطوات لترجمة النتائج التي خلصت اليها الورشة، اكدت انها تحضيرية ومن المهم الاطلاع على هذه الدراسات، ولكن هناك مواضيع ومقاربة جديدة، وقد قام المركز بزيارة حوالى 270 مدرسة حيث تم تعبئة استمارات من قبل الاساتذة والاهالي حول مادة التربية وكيفية تطوير المناهج. كما قمنا بمقارنة المنهج اللبناني مع المناهج العالمية اما المرحلة المقبلة فسيكون هناك اجتماع للجنة المناهج ممثلة من الوزارة والمركز واتحاد المدارس لاطلاعهم على ما حصل لنحدد الخطوات المستقبلية.

ولفتت عويجان الى اننا اليوم لا نتكلم عن كتاب تقليدي بل رقمي لاننا لا يمكن ان نتجاهل التكنولوجيا لذا بعد انتهائنا من معالجة المناهج للكتب الورقية سننتقل الى الرقمية، ونأمل ان يكون هناك «مساعدة الكترونية» «SUPPORT ELECTRONIC» تساعد التلميذ على اكمال تعليمه بشكل اسهل، وختمت ان المعرفة موجودة في كل مكان ولكن المهارات تحتاج الى متابعة للمتعلم ليستطيع الاختيار اما رئيسة قسم العلوم في المركز التربوي الدكتورة ابتهاج صالح فقد اكدت ان المناهج التي صدرت عام 1997 هم بصدد تغييرها. ولكن ان لم يكن هناك عناصر بشرية تستطيع ايصالها بالشكل الصحيح، لذا فهي تؤكد ان الاعداد يسبق التدريس وهو امر ضروري، وعلى كل استاذ ان يكون لديه علم نفس تربوي، وان يخضع سنويا لدورة تسمح له بالاطلاع على الطرق الجديدة التي تطرأ.

وقد اكدت صالح ان ليس هناك تلميذ فاشل انما استاذ لم يتمكن من اكتشاف قدراته وقد ختمت صالح ان هناك اقتراحات تعديل ستتم مناقشتها اضافة الى مواضيع وقيم يمكن ادماجها في المنهج منها ما يتعلق بالقانون الدولي الانساني، الصحة الانتاجية - السلامة المرورية، التربية على القيم الجمالية وغيرها من المواضيع التي وصل عددها الى 18 حيث سيتم معالجتها مع المشاركين لناحية كيفية ادماجها وضمن اية مواد.