مَثَل الأخ غير الشقيق لناقل الانتحاريين الموقوف عمر الأطرش، المتّهم محمد عز الدين، أمام هيئة المحكمة العسكرية أمس، ليسرد حكاية انضمامه إلى تنظيم «الدولة الإسلامية». وعز الدين، الأخ الأكبر لعمر، وهما من أمٍّ واحدة، يحاكم يجرم الانضمام إلى مجموعة مسلّحة في عرسال، والهجوم على الجيش والتسبب باستشهاد عدد من العسكريين. بدأت قصة عز الدين مع توقيف الأطرش منذ نحو سنتين.
يذكر المتّهم أنه إثرها دهمت استخبارات الجيش متجر الملابس الذي يملكه في منطقة المنصورية، ما دفعه إلى الهرب خشية توقيفه، فارّاً نحو بلدته عرسال. يتحدث عز الدين عن خلافات مع عائلة زوجته، نتيجة اتّهامه لأفراد العائلة بسرقة متجري ملابس يملكهما، أحدهما في منطقة المنصورية، والآخر في بلدته عرسال. وبالتالي، بات واقعاً تحت عبء الديون، و«لم يعد في حوزتي ثمن ربطة خبزٍ لإطعام عائلتي». ويروي أنّه بنتيجة اليأس الذي كان يعيشه، «كانت مسكّرة الدنيا بوجّي فأخذت القرار بالذهاب إلى الجرود». يقول إنّه ركب مع «أول بيك أب متوجّه إلى الجرود باتجاه وادي العجرم»، ليلتقي هناك أحد أمراء «الدولة الإسلامية» الملقّب بـ«أبي بلقيس». يروي قائلاً: «كنّا ستة لبنانيين. أخذونا ووزّعونا لنخضع لدورة دينية»، ويضيف: «لم أقتنع منذ اليوم الأول، لكن الدخول ليس كما الخروج، قررت المغادرة ولا سيما بعدما سحب أحد العناصر سلاحه علي ليقتلني لأنني حلفت بأهلي. اتّهمني بالشرك وبأنّني كافر لكوني أحلف بغير الله». وردّا على سؤال رئيس المحكمة عن اسم الشيخ أجاب: «الشيخ الشرعي يدعى أبو عمر الحمصي». تحدّث عز الدين عن مشاهداته، فذكر أنّ لديهم كميات من السلاح الثقيل، مشيراً إلى أنّهم يعيشون داخل منازل الفلاّحين في الجرود. يذكر أن المجموعة التي التقاها تناهز 35 مسلّحاً، مشيراً إلى أنّ «بيك أب» محمّلاً بالأغذية آتياً من عرسال كان يتولّى تأمين التموين. أما عن تمكّنه من المغادرة، فقال إن «المتزوّج يُمنح يوم إجازة كل عشرة أيام للذهاب إلى زوجته، وأنا غادرت ولم أعد». وعن معركة عرسال (آب 2014، التي نتج منها اختطاف العسكريين)، أقرّ عزالدين بأنّه كان في البلدة حينها.
يروي أنّ المسلّحين كانوا يملأون شوارع البلدة، ولمّا استفسر عن السبب أجابوه بأن هناك اشتباكاً مع الجيش. يذكر أنّه حالما وصل إلى مفرق المستوصف بالقرب من مخفر قوى الأمن الداخلي، علم أن ابن عمّه كمال عزالدين قُتل أثناء محاولته منع المسلّحين من أخذ العسكريين من المخفر. وأبلغ رئيس المحكمة أنّه حين علِم أن ابن عمّه قد قُتل، غادر المكان خشيةً على حياته. يُبدي عزالدين ندمه على ما حصل، فيقول: «أنا غلطت بمجرد إنّي طلعت عالجرود». وكيف أوقفت؟ ردّ: «قوّصت عمّي وعديلي. فجاء الدرك وأوقفوني. عندها أخبرهم عمّي أنني مع داعش وأنني أخو عمر الأطرش». أما عن علاقته بأخيه الأطرش، فيجيب قائلاً: «كنت ألتقيه كل أربعة أشهر ونتحادث هاتفياً كل ثلاثة أسابيع تقريباً، وكل ما أعرفه عنه أنّه يعمل مع الجمعيات». وأردف قائلاً: «لحد الآن لست مقتنعاً بما نُسب إلى الشيخ عمر». ألم تسأله في السجن؟ سأل رئيس المحكمة المتّهم، فأجابه: «هوي بأوضة وأنا بأوضة ولم أسأله عن هذا الموضوع لأنّه كتوم». ثم أضاف: «كل ذنبي أنني أخو الشيخ عمر الأطرش (ناقل الانتحاريين والسيارات المفخّخة)»، إلا أن العميد خليل ابراهيم استنكر قوله ليردّ «لا، الله يرضى عليك. نحن نفصل. أنت تحاكم هنا لأنك انتميت إلى داعش وقاتلت الجيش ولا علاقة لأخيك بك». وقد أصدرت المحكمة العسكرية حكمها بحقه بالسجن لمدة سنة ونصف سنة.