احتفل راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة بالقداس الاحتفالي بمناسبة اعلان قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس سنة 2016 سنة الرحمة الالهية، في كنيسة سيدة النجاة في الميناء في طرابلس.
وفي عظة القداس، لفت الى ان "قداسة البابا يختار يوم عيد الحبل بلا دنس بالعذراء مريم بإعتبارها البريئة من الخطيئة الأصلية، لإفتتاح سنة الرحمة الإلهية، فلذلك بعد روحي ولاهوتي عميق نظرا للدور الذي لعبته مريم العذراء، وما زالت تلعبه في التدبير الخلاصي، والذي يدعو الكنيسة لتكريمها بهذه الصورة المميزة".
ولفت الى ان "العذراء مريم هي المرأة التي تكلم عنها الله في سفر التكوين بعد الموقف الرافض له من قبل أبوينا الأولين، آدم وحواء، اللذين، مع أن الله خلقهما على صورته ومثاله ونفخ فيهما روحه، قد رفضاه وإستسلما لإغراءات الشيطان المجرب الذي أقنعهما بأنهما، إذا أكلا من ثمرة معرفة الخير والشر، صارا إلهين ولم يعد لله أي سلطة عليهما".
وأشار الى ان "المرأة التي ستلد هذا المخلص الموعود هي العذراء مريم التي على عكس حواء أعلنت عندما بشرها الملاك بأنها خادمة للرب، وهي التي ستعوض عن موقف المرأة الأولى، ولذلك لقبها آباء الكنيسة بحواء الثانية. وهكذا، وكما خلق حواء الأولى نقية طاهرة لا عيب فيها ولا دنس لأنها صورة الله، فرفضت ذلك وحكمت على نفسها بالموت، فإنه خلق مريم كذلك بريئة من الخطيئة الأصلية لتكون عندها الحرية المطلقة لعمل إرادة الرب. وهذا ما سيقوله عنها إبنها في ما بعد عندما طوبته إحدى النساء قالت له: طوبى للبطن الذي حملك وللثديين اللذين أرضعاك، فيجيبها قائلا: بل الطوبى لمن يسمع كلام الله ويعمل به".
وأوضح ان "العيد الذي نحتفل به اليوم، عيد الحبل بمريم بدون دنس هو أول تجل لمحبة الله التي لا حدود لها. الله الذي لم يعاقب الإنسان على فعلته، بل بادله موقفه الرافض له بموقف المحبة والمسامحة والرحمة، لأنه لا يريد موت الخاطئ بل توبته وعودته إليه".
بدوره، لفت الرئيس العام للرهبانية الانطونية المارونية الاباتي داوود رعيدي، في كلمة له، الى ان "قداسة البابا فرنسيس يدعونا للتأمل في معطيات الوحي، وفي تعاليم الاديان السماوية، لكي لا تبقى التعالم حبرا على ورق، بل لكي نترجم الوحي الى اعمال نتبناها في حياتنا اليومية، ولكي نغلب لغة الله الحقة، اي لغة الرحمة، على كل التفاسير البشرية، التي تناطح لتجعل من النص المقدس اداة في يدها تطوع فيه الاخرون، في حين جاء الوحي ليطوع قلب الانسان المتحجر فيجعله قلبا من لحم ودم، وقلبا على مثال قلب الله، يفيض رحمة على الخليقة والكون".