أفاد رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش خلال ترأسه ترأس قداساً في ذكرى الوزير الراحل نقولا الخوري ان" نجتمع اليوم في هذا القداس الإلهي لنصلي معا لمؤسس هذه المستشفى المرحوم نقولا خوري ونذكر العاملين فيها، إدارة، موظفين وأطباء وممرضين وممرضات"، موضحاً أن "هذا القداس أصبح تقليدا سنويا بمناسبة عيد القديس نقولاوس نشكر الله على كل الخدمات التي تقوم بها المستشفى في خدمة المحبة التي تطال الإنسان الضعيف، المتألم والمريض فخدمة المحبة تجعلنا شركاء الله في رعاية الإنسان ويسوع المسيح علمنا أن من سقى أحد هؤلاء الصغار ولو كاس ماء باردٍ لأنه تلميذي، فأجره لن يضيع".
ولفت المطران درويش إلى ان "سمعنا في الإنجيل المقدس تطويبات يسوع: فقد أعلن لنا من جبل الجليل، الطريق إلى السعادة بثمانية وصايا من هذه الوصايا أن السعادة الحقة هي ملك للذين يسعون إلى إقامة السلام في العالم وهي مللك ملك للذين حباهم الله قلبا رحوما، منفتحا وعقلا نيرا تغمره أنوار الروح القدس"، موضحاً أن "يسوع، ابن الإنسان، يقود بقدرته وروحه ونعمته، عالمنا الأرضي وقد أعطانا بكلماته، التي سجلها بوحي من الروح القدس، التلامذة الذين دعاهم ليكونوا رسله، سلطانا لنكون أبناءه عندما نعرف بأن أهمّ شيء في الوجود هو شخصه الذي من خلاله نتحرك ونفهم وأنَّ نِعَمُ الحياة منه تنحدر".
ولفت المطران درويش إلى أنّه "يقودنا هذا إلى وعي إنساني والتزام دائم بأن نعزز في مجتمعاتنا احترام الآخر ومحبة الآخر وأن نسعى معه إلى عدالة يتساوى فيها الناس، وهذا هو المدخل الحقيقي لينعم عالمنا بالسلام ومن يتأمل بتطويبة الرحمة بتمعن يجد أن يسوع المعلم يوجه من خلالها دعوة ونداء لنا نحن البشر ولمجتمعنا الزحلي بخاصة لنكون رحماء تجاه بعضنا البعض، فهذه الفضيلة نكاد أن ننساها وتصرفاتنا تنمُّ على ظلم الآخرين وقداسة البابا فرنسيس أعلن هذه السنة سنة الرحمة الإلهية، إنها سنة مقدسة تساعدنا على الشعور بالفرح الناجم عن عثور يسوع علينا، الذي وعلى غرار الراعي الصالح جاء ليبحث عنا لأننا تُهنا. إنه اليوبيل الذي يسمح بالشعور بحرارة محبتنا عندما يحملنا على كتفيه ليعيدنا إلى منزل الآب. سنة نترك خلالها الرب يسوع يلمسنا ويبدلنا برحمته لنصير نحن ايضاً شهوداً للرحمة".
وأفاد المطران درويش أن "مسلكنا الحالي يتعارض مع إله الرحمة ويميل الى الابتعاد عن فكرة الرحمة وكأني بالرحمة صارت تزعج الإنسان، بينما نريد أن تكون واقعية وتصرفات تتحقق في أعمالنا اليومية، لا سيما تجاه الآخر"، مشيراً إلى أن "في هذا الوقت أيضا بدأنا نحضر عيد الميلاد، وبدأنا نحضر قلوبنا لاستقبال المخلص منتظيرن مجيئه ليعيد البهجة والفرح والسرور إلى عالمنا المضطرب ونصيحتي إليكم أن نقضي وقتا أطول مع الكتاب المقدس فللكتاب المقدس هدف واحد هو أنه يعرفنا بالله وبطريق الخلاص ومغفرة الله والحياة الأبدية، إنه كلام الله يُعلن لنا بوحي من الله لكنه يمر عبر مشاعر وأفكار وثقافة الإنسان".