أقرت الصحافة الإسرائيلية في معرض تعليقها على تهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في أعقاب اغتيال الاسيبر المحرر سمير القنطار، بأن "وقوع عملية انتقامية جديدة ضد إسرائيل مسألة وقت فقط".
وكتب موقع "Yetnews" الإلكتروني التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" تعليقا على تصريحات نصر الله: "إذا لعب حزب الله وفق القواعد المعتمدة منذ السنتين الماضيتين، فإن الانتقام لمقتل سمير القنطار وفرحان الشعلان ليس إلا مسألة وقت، وسيتمثل على الأرجح في عملية برية".
وذكّر الموقع بأن نصر الله أمر بتقليص عمليات حزب الله ضد إسرائيل خلال السنوات الماضية، لتكون العمليات الانتقامية ردا على الهجمات الإسرائيلية، دقيقة للغاية.
وأشار إلى أن العملية الأخيرة والأكثر دموية من هذا القبيل حصلت منذ عام تقريبا، عندما استهدف كمين لحزب الله لواء غيفعاتي قرب قرية الغجر، وذلك انتقاما لغارة إسرائيلية على القنطيرة أسفرت في كانون الثاني الماضي عن مقتل جهاد مغنية وقياديين آخرين في حزب الله.
ونقل الموقع عن ضابط في الجيش الإسرائيلي أن الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية تغير جذريا خلال العام الماضي. وأردف الضابط قائلا: "لم يعد حزب الله يعد نفسه منظمة إرهابية، بل جيشا قادرا على خوض معركة شرسة".
ولفت الموقع إلى أن خسائر حزب الله خلال مشاركته في الحرب السورية، بلغت قرابة 1300 قتيل، لكنه في الوقت نفسه اكتسب الثقة ورفع قدراته على إدارة وحداته إلى مستوى غير مسبوق.
وأفاد الموقع أنه على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي بعد الهجوم على لواء غيفعاتي، اتخذ عددا من الإجراءات لتعزيز الحدود، إلا أنه ما زال عاجزا عن جعلها غير قابلة للاختراق. وأشار أيضا إلى التغيرات الديموغرافية في الجانب اللبناني من الحدود، مشيرا إلى أن قرابة 12 ألف مواطن سوري، معظمهم علويون من دمشق ودرعا، يسكنون في مخيمات تبعد كيلومترات عدة عن الحدود. وأضاف الموقع أن الجيش الإسرائيلي يخشى من أن يستغل حزب الله هؤلاء السوريين وتلك المخيمات للتخطيط ولتدبير هجمات جديدة ضد إسرائيل.
بدورها لفتت صحيفة "هآرتس" الانتباه إلى مقال نشره مؤخرا بسام القنطار شقيق سمير في صحيفة "الأخبار" اللبنانية تحت عنوان "عاد إلى فلسطين"، حيث كشف أن شقيقه بعد الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية في عام 2008، انخرط في "تأسيس جبهة مقاومة في الجولان السوري المحتل".
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن سمير القنطار وفرحان الشعلان نجحا خلال السنتين الماضيتين في تشكيل جماعة أطلق عليها "المقاومة الوطنية السورية في الجولان"، متحالفة مع حزب الله وفيلق القدس، وعملا على تجنيد متعاطفين جدد لها في صفوف الدروز في الجولان والفلسطينيين المقيمين في سوريا والسوريين الموالين للحكومة السورية.
وأفادت الصحيفة أن عملية اغتيال القنطار التي وصفتها بأنها "إنجاز استخباراتي كبير لإسرائيل" جاءت ليس بسبب الهجمات الدموية التي ارتكبها في الماضي، بل بسبب تخطيطه لهجمات جديدة انطلاقا من الجزء السوري لخط الفصل في الجولان.
وفي هذا الاطار شككت "جيروساليم بوست" في أن يختار حزب الله الحدود اللبنانية الإسرائيلية كنقطة انطلاق لعملية انتقامية جديدة ضد إسرائيل، خشية من رد إسرائيلي ساحق على مثل هذا الهجوم.
لكن الصحافة الإسرائيلية لم تشكك في وقوف تل أبيب وراء الهجوم رغم ما أعلنه لواء المهام السرية بدمشق" في "الجيش الحر" عن تبني مسؤولية اغتيال القيادي في حزب الله.
ولفتت صحيفة "جيروزاليم بوست"إلى أن إحدى المسائل الأكثر غموضا تتعلق بكيفية تنفيذ الهجوم يوم الأحد الماضي، وتحديدا عما إذا أطلقت الصواريخ التي اغتالت القنطار من الأجواء السورية أو من خارجها.
وتابعت أنه إذا اتضح أن طائرة إسرائيلية أطلقت صواريخ دقيقة على جرمانا من الأجواء الإسرائيلية، فسيعني ذلك أن تل أبيب قررت ألا تخاطر بالدخول في اشتباك محتمل مع القوة الروسية العاملة في سوريا، ولا سيما بعد قرار موسكو نشر منظومات دفاع جوي مطورة في قاعدتها قرب اللاذقية.
ورأت الصحيفة انه "اذا اتضح أن سلاح الجو الإسرائيلي اخترق الأجواء السورية، فسيعني ذلك أن التنسيق مع الروس أوسع وأعمق بكثير مما يقر به الطرفان".