تأخّر إعلان استشهاد سمير القنطار حوالى 40 عاماً عن اللحظة التي اختار فيها طريق النضال، ملتحقاً بصفوف الثورة الفلسطينية وهو في ريعان الشباب...
المناضل الذي امتشق السلاح من أجل أقدس القضايا، قضية العرب الأولى، قضية فلسطين في منتصف سبعينيات القرن الماضي، اختار طريق الشهادة وحقّق أمنياته: مناضلاً... وأسيراً... وشهيداً...
المولود في بلدة عبيه - قضاء عاليه في العام 1962، رسّخ عملانياً الوحدة اللبنانية - الفلسطينية بعمقها العربي، باختياره النضال في صفوف الثورة الفلسطينية، وتنفيذ عملية على أرض فلسطين، حملت بأبعادها العروبية إسم "الرئيس القائد جمال عبد الناصر"، وحين استشهاده كان على الأراضي السورية بعملية غدر صهيونية جبانة...
وتشكّل جريمة اغتيال العدو الصهيوني للمناضل القنطار "صيداً ثميناً"، بعدما أذاق الاحتلال وقادته الهزيمة عسكرياً وسياسياً، وحطّم جبروت المسؤولين الصهاينة والقوانين الجائرة، فأضحى مميّزاً في كل مراحل حياته...
جريمة الاغتيال تحمل جملة من الدلالات في التوقيت والمكان والأهداف، فهي تأتي في ظل:
- تخبّط قادة الاحتلال والمآزق التي يعانون منها مع دخول الحراك الفلسطيني أو الهبّة الفلسطينية أو الانتفاضة الفلسطينية، شهرها الرابع بإصرار على مواصلة مسيرة التحرير.
- التزام رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أجندة اليمين الإسرائيلي المتطرّف، والسعي إلى الضم النهائي لأراضي الجولان السورية المحتلة إلى الكيان الإسرائيلي، في ظل محاولات تقسيم سوريا، وإعلان غالبية الدول مواجهة الإرهاب وتحديداً "داعش"، الذي يسيطر على قسم كبير من الأراضي السورية، و"جبهة النصرة" اللتين تستفيدان من دعم وتقديمات الاحتلال الإسرائيلي، بما يثبت أنّهما من أدواته أوجدهما ودعمهما لتحقيق تفكيك المنطقة العربية مجدّداً بعد انتهاء مفاعيل اتفاقية "سايكس - بيكو" الموقّعة بتاريخ 16 أيار 1916.
- استغلال الاحتلال الإسرائيلي فترة الانشغال الأميركي بالتحضيرات للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني 2016.
- تعيين نتنياهو رئيساً جديداً لـ "الموساد"، وهو مستشار الأمن القومي وصديقه يوسي كوهين خلفاً للرئيس الحالي تامير باردو (فريدو)، بعد رفض التمديد لولايته التي تنتهي نهاية هذا العام.
- وقوع هذه الغارة داخل الأراضي السورية المحتلة، وذلك في أوّل رسالة للإجماع في "مجلس الأمن الدولي" الذي أقرَّ خطة لإنهاء الحرب في سوريا، ووقف إطلاق النار، ومفاوضات بين النظام والمعارضة بداية العام المقبل، وإشارة إلى مَنْ يعنيهم الأمر بعدم إمكانية تحقيق أي مصالحات داخل سوريا، دون دور للاحتلال الإسرائيلي.
الغارة الإسرائيلية نُفّذت، والصيد كان ثميناً وعلى الأراضي السورية، ما يؤكد أنّ ساحة المعركة ما بين الاحتلال الإسرائيلي والجبهة السورية، التي كان يتولّى قيادة المقاومة فيها الشهيد سمير القنطار، مفتوحة، لكن تبقى الأنظار شاخصة إلى أين ومتى وكيف سترد المقاومة على هذا الاغتيال، وهو ما ستكشف عنه الأيام المقبلة؟!
لكن التساؤل هو كيف استطاعت طائرات الاحتلال تنفيذ مهمتها، علماً بأنّ المجال الجوي السوري في جزء كبير منه تحت سيطرة روسيا التي نفّذت طائراتها 669 غارة ضد أهداف لـ"داعش" على الأراضي السورية، كما هناك تنسيق بين الدول التي تشارك في عمليات مكافحة الإرهاب على الأراضي السورية، فهل تم التنسيق وغض النظر الروسي عن الغارة الإسرائيلية، ولماذا لم تطلق صواريخ من منظومة "أس400" أرض - جو باتجاه الطائرات الإسرائيلية؟!.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قد اتفقا في شهر أيلول 2015 على التنسيق بين فريقين روسي وإسرائيلي، برئاسة نائبي قائدي الجيشين، لمنع تبادل إطلاق النار بطريق الخطأ بين البلدين في سوريا، وسبق ذلك تحسن العلاقات الإسرائيلية – التركية، بعد توترها مع روسيا.
وتباينت المعلومات بشأن طريقة تنفيذ اغتيال القنطار، خاصة أن دقة الاصابة في الصواريخ المستخدمة تصل إلى 95%.
فقد ذُكِرَ أن طائرتين حربيتين إسرائيليتين كانتا تحلقان في أجواء مناطق الاحتلال الإسرائيلي لجهة الجولان السوري المحتل، أطلقتا 4 صواريخ من نوع "سبايس" باتجاه المبنى الذي يقطنه القنطار، وتحديداً الطبقة الثانية.
لكن أشار خبراء عسكريون إلى أن هناك نوعين من هذا الصاروخ 1000 "ليبرة" و2000 "ليبرة"، وقوة الأول 500 كلغ والثاني 1000 كلغ من المتفجرات، ويعني ذلك أن القوة التدميرية تكون كاملة للمبنى، وهو ما لا ينطبق على الصور في المبنى المستهدف.
وكذلك إن المسافة بين المبنى المستهدف ومكان اطلاق الصاروخ درعا أو الجولان ومزارع شبعا أكثر من 100 كلم، علماً بأن مدى الصاروخ هو 60 كلم.
ولا يستبعد الخبراء أن يكون الصاروخ الذي استخدم من نوع سبايك NLOS، ومسافته تصل إلى 25 كلم، ووزنه الاجمالي 71 كلغ (بينها 30-40 كلغ متفجرات)، ويمكن أن يطلق من طائرة أو طوافة حربية أو مبنى أو منصة، وليس بالضرورة أن يكون مجال رؤية الهدف واضح، بل يتبع أشعة لايزر توجه إلى المبنى، أو اعتماداً على الذاكرة المزود بها الصاروخ لصورة المبنى، فيتبعه، ويحقق الهدف المطلوب، متجاوزاً التشويش.
وهنا تُطرح احتمالات أخرى عن المناطق التي يمكن أن يكون قد أطلق منها الصاروخ، ولا يستبعد أن تكون من فوق القلمون أو داخل الأراضي السورية.
واعتبر قادة الاحتلال أنّه باغتيال الشهيد سمير القنطار، قد طويت صفحة، وتحقّقت عدالة "لقد كان إرهابياً والمنطقة آمنة من دونه"، وهو ما أجمع عليه قادة الاحتلال في الحكم والمعارضة، وذلك في إشارة إلى أنّ الاحتلال ينتقم لدماء ضبّاطه وجنوده، ولو أفرج عن منفّذ العملية أو الهجوم، خاصة لشخص بمستوى القنطار، الذي أذاق الاحتلال ويلات، فهو قاد مجموعة فدائية ضمن "جبهة التحرير الفلسطينية" حملت إسم "القائد جمال عبد الناصر" وتضم إليه: أحمد الأبرص، عبد المجيد أصلان، ومهنا المؤيد، وانطلق في زورق حربي إلى داخل الأراضي الفلسطينية، وتحديداً في سهل بيسان بتاريخ 22 نيسان 1979 لتنفيذ عملية بطولية، وخطف العالم النووي الإسرائيلي داني هاران، حيث استشهد أصلان والمؤيد واعتقل الأبرص والقنطار.
وكان الاحتلال يُصر على عدم الإفراج عن القنطار في العديد من صفقات التبادل، بعدما كانت "المحكمة الإسرائيلية" قد حكمت عليه بتاريخ 28 كانون الثاني 1980 بـ5 مؤبّدات و47 عاماً.
وجرى إطلاق سراح الأبرص في إطار عملية التبادل بين قوّات الاحتلال الإسرائيلي و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" وسميت بـ"عملية الجليل" بتاريخ 20 أيار 1985، أطلقت خلالها سلطات الاحتلال سراح 1155 كانوا محتجزين في سجونها المختلفة، فيما رفضت الإفراج عن القنطار.
بقي القنطار في سجون الاحتلال بعدما نال لقب عميد الأسرى العرب، إلى أنْ أُجبرت سلطات الاحتلال الإفراج عنه في صفقة التبادل التي جرت بتاريخ 16 تموز 2008 مع 4 أسرى لبنانيين، كانوا قد اعتقلوا خلال حرب تموز 2006 بعد العملية النوعية التي نفّذتها قوّة تابعة لـ"حزب الله"، أطلق عليها اسم "الوعد الصادق"، تمّت خلالها مهاجمة دورية عسكرية إسرائيلية، ما أسفر عن قتل وجرح العديد من جنود الاحتلال الإسرائيلي، وأُسِرَ خلالها جنديان، هما: إيهود غولدفاسير وإلداد ريجيف اللذين تبيّن أنّهما جثتان، حيث سلّم الاحتلال في اليوم التالي 17 تموز 2008 جثث 199 لبنانياً وفلسطينياً.
القنطار ومواصلة طريق النضال
منذ اللحظة الأولى التي أُفرِجَ فيها عن سراح القنطار، أعلن مواصلته المسيرة النضالية، فهو دخل إلى فلسطين مناضلاً وخرج منها عميداً للأسرى، مؤكداً استمرار حمل السلاح من أجل فلسطين في مواجهة العدو الصهيوني.
مهمة القنطار تعدّت الساحة اللبنانية لتتركّز باتجاه الأراضي السورية، وتحديداً الجولان الذي كان يرى فيه أرضاً خصبة للعمل، نظراً إلى أنّه نسج علاقات وطيدة مع أبناء الجولان خلال فترة اعتقاله على مدى 3 عقود من الزمن، فجنّد الكثير من زملائه في السجن بالجولان وداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما أتاح له المجال للحركة بشكل مدروس لأنّه يعمل بمعرفة مسبقة مع مناضلين هدفهم إيلام الاحتلال الإسرائيلي.
واختار العمل انطلاقاً من منطقة جرمانا - جنوبي دمشق، حيث بدأ ببناء المقاومة السورية في الجولان، وكانت البداية مع موفّق بدرية "أبو عناد" (إبن بلدة حضر في الجولان) قبل أنْ يستشهد عندما استهدفه صاروخ أُطلِق من طائرة من دون طيّار بتاريخ 17 حزيران 2014 في منطقة دورين على أوتوستراد القنيطرة - دمشق، وهو داخل "فان" يملكه خلال نقله عدد من صواريخ الـ"كاتيوشا" لتستخدمها المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، بعدما كانت قد نفّذت في نهاية العام 2013 عملية تفجير عبوة ناسفة بدورية للاحتلال.
وفي شهر آذار 2014 أطلقت المقاومة صلية صواريخ "كاتيوشا" مستهدفة موقع "مرصد جبل الشيخ" التابع لقوّات الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى الرغم من خسارة القنطار لمساعده، إلا أنّه واصل عمله وجرى اختيار فرحان الشعلان "أبو سعيد" من بلدة عين قنيا المحتلة مساعداً له، (وقد استشهد معه في الغارة)، بدلاً من الشهيد بدرية الذي كان الرد على اغتياله بأنْ أطلقت المقاومة في آب 2014 صلية جديدة من صواريخ الـ"كاتيوشا" مستهدفةً مواقع الاحتلال في الجولان.
تنامي المقاومة على جبهة الجولان
وأمام تنامي بناء المقاومة على جبهة الجولان، اتخذت قوّات الاحتلال قراراً بتصفيتها لمنع تمكين المقاومة الوليدة من ترسيخ مكانتها، وتحويل جبهة الجولان ساحة عمل للمقاومة، خاصة بعدما فشلت "جبهة النصرة" والجماعات المسلّحة في سوريا بتأمين الحماية للشريط الحدودي مع الجولان المحتل، وفقاً لما كان قد جرى تأمينه من شريط حدودي في الجنوب اللبناني من خلال ميليشيا سعد حداد ثم أنطوان لحد.
ونجا القنطار من عدّة محاولات اغتيال، حيث كان في كل مرّة سرعان ما يتداول اسمه بأنّه قد استشهد، قبل أنْ تدحض الحقيقة هذه الشائعات.
ولعل أبرز الاستهدافات التي تعرّض لها القنطار ونجا منها، قصف طائرات العدو بتاريخ 18 كانون الثاني 2015 موكباً للمقاومة، حيث أُصيبت سيارتان، واستشهد في هذا العدوان الجنرال الإيراني محمد علي الله دادي و6 من كوادر وعناصر الحزب، هم: جهاد عماد مغنية "جواد"، محمد أحمد عيسى "أبو عيسى"، عباس إبراهيم حجازي "السيد عباس"، محمد علي حسن أبو الحسن "كاظم"، غازي علي ضاوي "دانيال" وعلي حسن إبراهيم "إيهاب".
ولكن كان رد المقاومة سريعاً بتنفيذ عملية في منطقة فشكول - عند الطرف الجنوبي الغربي لمزارع شبعا المحتلة، بإطلاق صواريخ "كورنت4" المضادة للآليات باتجاه دورية للاحتلال بتاريخ 28 كانون الثاني 2015 ما أدّى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف الدورية، بينهم ضابط كبير هو قائد سرية في "لواء غفعاتي"، مع نجاح أفراد المجموعة المقاومة بالانسحاب من أرض المعركة دون وقوع إصابات في صفوفهم، أو كشفهم، لا قبل تنفيذ المهمة، ولا حتى بعدها، وعدم تمكّن وسائل المراقبة الإسرائيلية التجسسية، أكان من خلال طائرات الـ"أم.ك" أو الكاميرات المثبتة في أكثر من مكان كشفهم.
وتكشف المعلومات عن أنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزتها كانت ترصد وتتابع تحرّكات القنطار واتصالاته، وتتحيّن الفرص لاغتياله لجملة من الأسباب، وهي نجحت في الوصول إلى "الصيد الثمين"، خاصة أنّ وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون كان يتوعّد دائماً، ورفع وتيرة تهديداته في الآونة الأخيرة مع فشل سلطات الاحتلال بقمع أو الحد من انتفاضة المقاومة الشعبية الفلسطينية.
وكذلك أراد رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي تامير باردو (فريدو) تحقيق إنجاز كبير قبل ترك منصبه نهاية هذا العام، للإثبات بأنّ قرار عدم التجديد له برئاسة جهاز "الموساد" كان خاطئاً، ولتُسجّل له نقطة إذا ما قرّر خوض الحياة السياسية.
وأيضاً يضع الرئيس الجديد لجهاز "الموساد" كوهين، أمام مأزق جديد، يبدأ بمواجهة قرار الحزب ليس فقط بالاستمرار بتنفيذ عملياته والمعركة المفتوحة بين أجهزة الاستخبارات، بل بحجم ومكان رد الحزب على اغتيال قائد بمكانة ومستوى القنطار!.
أين ومتى وكيف سيكون رد "حزب الله"
تبقى الأنظار شاخصة أين ومتى وكيف سيرد الحزب على هذه الجريمة، خاصة أنّ المسؤولين الإسرائيليين كانوا قد علّقوا بأنّ توقيت اغتيال القنطار "جاء بسبب هجوم كبير كان يخطّط له ضد تل أبيب، وليس رداً على عملياته السابقة، وأنّ عملية تعيينه من قِبل إيران و"حزب الله" كان من أجل فتح جبهة ضد "إسرائيل" في الجولان السوري".
فهل يكون رد الحزب سريعاً على جريمة الاغتيال، كما جرى داخل مزارع شبعا في كانون الثاني 2015 بعد أقل من 10 أيام على استهداف الاحتلال موكباً لـ"حزب الله"؟!.
وكما جرى بالرد على تفجير العدو جهاز تنصّت في منطقة النبي ساري في بلدة عدلون - قضاء صيدا بتاريخ 5 أيلول 2015، ما أدّى إلى استشهاد الخبير العسكري في "حزب الله" حسين علي حيدر وجرح آخر، فكان رد الحزب بعملية بتاريخ 7 تشرين الأول 2014 من خلال تفجير عبوة ناسفة استهدفت دورية إسرائيلية مؤلّلة في مزارع شبعا، ما أسفر عن جرح جنديين إسرائيليين.
ويُلاحظ أنّ مسرح العمليات ما بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي هو داخل مزارع شبعا - أي بما لا يشكّل خرقاً للقرار الدولي 1701.
وكذلك تُطرح سلسلة من الأهداف المتوقّعة التي قد يعمد الحزب إلى استهدافها، سواء لدوريات قوّات الاحتلال أو داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحتى باستهداف مراكز إسرائيلية حول العالم.
وكان "حزب الله" بعد اغتيال القيادي في صفوفه عماد مغنية بتاريخ 12 شباط 2008 في منطقة كفرسوسة في دمشق، وتأكيده أنّ "الموساد" هو الذي نفّذ هذه الجريمة، علماً بأنّه لم يعلن مسؤوليته عنها حين حدوثها، بل بقي حتى بداية العام 2015، يجهّز للأخذ بالثأر، فلم يكتب النجاح للعديد من الأهداف الأمنية التي كان ينوي الحزب تنفيذها، حيث تبين أنّ الكادر في الحزب المسؤول في الوحدة (910) محمود شوربة، كان يزوّد "الموساد" بمعلومات عن العمليات التي كان ينوي الحزب تنفيذها ضد الأهداف الإسرائيلية، وفي طليعتها هجوم ضد سيّاح إسرائيليين كانوا قادمين على متن باص من تركيا إلى بلغاريا في شهر كانون الثاني 2012، فاكتشف الأمر، وفقاً لمعلومات شوربة الذي أعلن الحزب عن توقيفه في شهر تشرين الأول 2014 بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي.
في غضون ذلك، تبقى ساحة الجنوب تحت الأنظار والترقّب، بعدما سُجّل إطلاق 3 صواريخ "كاتيوشا" من محيط منطقة الحنية - صور قرابة الخامسة والنصف من مساء الأحد سقط صاروخان منها على شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة وصاروخ ثالث في البحر.
وأطلقت قوّات الاحتلال 8 قذائف هاون من عيار 120ملم، سقطت قرب بلدة زبقين في الجنوب اللبناني، دون أنْ يبلغ عن إصابات في أي من الحادثين.
واتخذ الجيش اللبناني وقوات "اليونيفل" إجراءات أمنية في المنطقة الحدودية حفاظاً على سلامة المواطنين في الجنوب، فيما أجرى رئيس بعثة "اليونيفل" وقائدها العام اللواء لوتشيانو بورتولانو اتصالات مع الأطراف المعنية، داعياً إلى أقصى درجات ضبط النفس من أجل منع أي تصعيد للوضع.
وقد اتخذت قوّات الاحتلال الإسرائيلي احتياطات وإجراءات احترازية تحسّباً للتطورات، فغابت الدوريات المؤللة المعتادة التي كانت تسير بشكل منتظم بمحاذاة الشريط الحدودي المحتل، فيما سجل انتشار داخل معسكرات الاحتلال في مزارع شبعا والأراضي الفلسطينية المحتلين.